خفايا زيارة لودريان إلى ليبيا.. وتجنب “الخيار الأسوأ”
كشفت جريدة “لوجرنال دي ديمانش” الفرنسية عن بعض خفايا زيارة وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان الأخيرة إلى ليبيا.
وكان أبرز دوافع الزيارة، كما تقول الجريدة، التأكد من عدم تغيير المواقف التي سجلت في لقاء باريس، وهنا تقصد الجريدة مواقف قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، وبطبيعة الحال فإن هذا التأكد أتى بعد البيان الثلاثي الذي صدر عن أعضاء “الرئاسي” فتحي المجبري وعمر الأسود وعلي القطراني.
اتفاق الصخيرات كان من ضمن نوايا لودريان الذي سعى إلى الخروج من دائرة الخطر بعد انتهاء صلاحية الاتفاق في 17 ديسمبر مع احتمالية سقوط الرئاسي، وبالتالي اللجوء إلى المحظور وهو حل المشكلة في البلاد عسكريا والوقوع في أتون الحرب الأهلية.
ولعل اللافت في هذه الحقائق هو أن لقاء لودريان ورئيس المجلس الاستشاري للدولة عبدالرحمن السويحلي والذي كان أشبه باستقبال الملوك لضيوفهم كان الأكثر تعقيدا من بين تلك اللقاءات التي جرت في طرابلس ومصراتة وبنغازي وطبرق.
واللافت أيضا والذي كان بعيدا عن عقدة السويحلي هو أن مصراتة المدينة الأكثر اعتراضا لوجود حفتر على الساحة بدأت تشهد حراكا مؤيدا للمصالحة مع تحفظ لبعض قياداتها على عدم توجيه دعوة لحضور لقاء باريس الأخير، غير أن التجارة كانت حاضرة، حيث عرض لودريان عليهم تنظيم منتدى اقتصادي مع رجال أعمال المدينة.
اتجهت الخفايا من بعد ذلك شرقا، فبعد الاستقبال الحافل واستعراض طابور الشرف، خرج اللقاء بحفتر بوضع شرط واحد وهو إلغاء المادة الثامنة من الاتفاق السياسي لتكون المفاجأة الفعلية أمام الوزير الفرنسي في طبرق وهي قبول رئيس مجلس النواب عقيلة صالح لمخرجات لقاء لاسيل سان كلو.
ولعل الشيء الذي لم يكن سرا في سطور الصحيفة الفرنسية هو تحفظ إيطاليا على زيارة لودريان. فما يدور في أروقة باريس يفسر قول الشاعر ” حفظت شيئا وغابت عنك أشياء”.