لماذا لم يرمِ العقيد استقالته بوجوهنا؟
218TV| خاص
في الخطاب “العجيب الغريب” للعقيد معمر القذافي بعد خمسة أيام من إطلاق الليبيون لثورتهم ضد نظامه، ودائرته الضيقة تطرق العقيد إلى أن الثورة ضد قد لا تكون مجدية؛ لأنه لا يملك أي منصب أو مسمى، وأنه ترك الحكم للجان الثورية في بلد تنتج مع كل إشراقة شمس وقتذاك نحو 1.6 مليون برميل نفط يوميا، ففي لحظة تحمس مُصدّقا فيها إنه ترك الحكم فعلا لليبيين قال القذافي وسط ذهول داخلي وخارجي: “إنه لو كان لديه منصبا لرمى الاستقالة على وجوهنا” قاصدا الليبيين المُنْتفضين ضده.
لم يُبْقِ القذافي تهمة لم يوجهها للمنتفضين ضد نظامه، من وصفهم ب”شُذّاذ الآفاق” إلى “حبوب الهلوسة” مرورا ب”الجرذان”، إلا أنه لم يرم الاستقالة بوجوه الليبيين، ولو فعل لقد كان دخل التاريخ بوصفه حاكما لم يكن يحكم، وأنه لم يكن سوى قائدا ل”نظام أبوي” الحكم فيه للجماهير، ولربما كان قد وفّر عددا غير محدد حتى الآن من الضحايا والمُغيّبين قسرا، وأصحاب العاهات المستديمة، لكن القذافي ناقض نفسه حينما وصف نفسه بأنه “مثابة عالمية، وأن شعوب العالم تنتظر إشارة من أصبعه كي تبدأ “الزحف المُقدس” ضد الليبيين الذين قالوا له إن عليه أن يرحل أسوة بزين العابدين بن علي الرئيس التونسي الذي غادر على وقع صيحات المحتجين قرب مقر إقامته، فقال لهم: “الآن فهمتكم”.
لم يستقل القذافي، وحرق كل المراكب مع الليبيين، ولم يقل شيئا مفيدا، بل مهّد لخطاب “زنقة زنقة” بالظهور ليلا تحت مظلة واصفا خصومه ب”الكلاب”، وبأنه لم يهرب إلى فنزويلا كما تقول الإذاعات “الشامتة”، إذ يقول ملايين الليبيين إنه رغم سواد المرحلة التي يعيشونها إلا أنهم غير نادمين على اللحظة التي قالوا فيها للقذافي.. “كفى” .