خطاب الكراهية والتحريض خطر جديد يهدد ليبيا
يتنامى خطاب الكراهية والتحريض في المجتمع الليبي مع كل حراك سياسي، ويشتعل أكثر عندما تندلع المعارك التي لم تتوقف على مدار سنوات ثمانية.
فبعد كل تنافس سياسي وصراع مسلح تظهر الاصطفافات على شكل انقسامات حادة في المجتمع، تذكي نارها الجيوش الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي يفترض أنها كذلك، لكنها في ليبيا اليوم باتت مسرحا للعنف اللفظي وتبادل الاتهامات بالعمالة والتخوين.
والخطاب الافتراضي يذهب أبعد في الواقع ليخلق شرخا في النسيج الاجتماعي الليبي، فالصراع في ليبيا ما أسهل ما يتحول من سياسي إلى عنف قبلي عشائري أو مناطقي في تبادل مسارات وخلط أوراق بين السياسي والأيديولوجي والاجتماعي.
وفي حين يبدو أن لا حل يلوح في الأفق فبإمكان النخب أن تصلح ما أفسدته السياسة، لكن شبح الكراهية يتحرك كمسخ في فيلم رعب حين فاجأت الاشتباكات الآخيرة في العاصمة الجميع بأن النخب الثقافية والاجتماعية ناهيك عن السياسية هي من يؤجج خطاب الكراهية، ويحرض على العنف، في قوالب تبدو عكس ذلك، وهو ما ينذر بشرخ اجتماعي له عواقبه على مستقبل البلاد ووحدتها.