خبير أميركي: لا رئاسة لـ”حفتر والسراج”.. ولا مستقبل للإخوان والمقاتلة
قال الخبير بشؤون السياسة الخارجية الأميركية ثيودور كراسك، إنه لا قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر ولا رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج من بين المحتملين لقيادة ليبيا.
وأضاف كَراسْك لبرنامج (US-L)، الذي عُرَض على قناة (218NEWS) الثلاثاء، أن السراج يعتقد أنه مذنب في العديد من الإجراءات التي اتخذتها حكومة الوفاق، ولم يحظَ باحترام الكثيرين في المجتمع الدولي، ويبدو أن مهامه ليس أكثر من تصريف الأعمال في الوقت الحالي.
ولفت الخبير الأميركي إلى أن هناك الآن عملية متواصلة لمحاولة تسوية النزاع في ليبيا على المستوى الدولي، لكن المشكلة هي أن الأطراف المتنازعة لا تتحدث مع بعضها البعض، مبينا أن الولايات المتحدة ترسل سفيرها إلى كلا الجانبين في ليبيا في محاولة لسد الفجوة بينهما، لكنه أردف قائلا إن أميركا الآن ضعيفة نسبياً لأنها تخلت عن مسؤوليتها إلى دول أخرى في المنطقة.
تركيا والوفاق
وأكد كَراسْك أن تركيا دخلت في المعركة الآن وتنقل إمدادات الأسلحة إلى طرابلس، وإلى قوات حكومة الوفاق لاستخدامها ضد قوات الجيش الوطني، موضحا أن ما يحدث في ليبيا هي حرب بالوكالة بين جانبين مدعومين من أطراف خارجية. ورأى أن أزمة الخليج التي بدأت في العام 2014 ما زالت مستمرة وانتقلت إلى ليبيا وإلى بلدان أخرى.
أردوغان وداعش
وبشأن علاقة تركيا بالتنظيمات الإرهابية، أكد الخبير الأميركي أن تركيا ساعدت في إنشاء تنظيم داعش، والأدلة على ذلك موجودة، كما أن رئاسة أردوغان من كبار المؤيدين لإقامة داعش، وكذلك مساعدة التنظيم في تجارة النفط، لافتا إلى أن أنقرة تدير وجهها الآن إلى الشرق ونحو موسكو وهذا يضع ضغطًا كبيرًا على حلف الناتو، وبالتالي يؤثر على ما سيحدث في ليبيا.
وقال كَراسْك إن مقتل شخص مثل الزعيم الروحي لـ”دولة الخلافة” أبو بكر البغدادي يخلق إمكانية إقامة جسر جديد لدعم عمليات داعش في ليبيا، كاشفا أن صناع السياسة في الولايات المتحدة لا يدركون المشهد الإسلامي الحالي وبالتالي سيغيب عن سياستهم وتوصياتهم، موضحا أن الولايات المتحدة على دراية كاملة بتنظيم داعش الموجود في ليبيا وفي مواقع محددة.
وأشار إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا بدأت تضعف بتزايد مستمر حيث تتحرك تركيا أكثر تحت وصاية موسكو، فيما تشرع أنقرة في نشر الروح العثمانية الجديدة في جميع أنحاء المنطقة إلى أفريقيا ووسط آسيا، مضيفا أنه وبعد انتهاء الصراع في ليبيا، ستواصل تركيا برنامجها لنشر مبادئها العثمانية الجديدة، ما يعني المزيد من دعم للإخوان.
التطرف الإسلامي
ورأى كَراسْك أن التسوية المقبلة في ليبيا ستشمل تطهير المتعلق بالتطرف الإسلامي، مؤكدا أن جماعة الإخوان المسلمين لا تتلاءم مع ليبيا الجديدة بعد التسوية بسبب علاقتها بالجماعات الإرهابية، كما أن رؤيتهم الأولى هي إقامة دولة الخلافة وهذه الخلافة مكرسة لخدمة معتقد الإخوان ككل، موضحا أن الجماعة الليبية المقاتلة لا يمكن أن يكونوا مؤثرين في مستقبل ليبيا لأنه يشبه التعامل مع الجيش الجمهوري الأيرلندي.
التقسيم
وأشار الخبير بشؤون السياسة الخارجية الأميركية ثيودور كَراسْك إلى أن فكرة التقسيم مطروحة في ليبيا، وأن ما يحدث الآن هو أن قوات الوفاق تحاول حماية أراضيها ضد هجوم الجيش الوطني التي تواصل توغلها في بعض مناطق طرابلس، بينما تحاول حكومة الوفاق الوطني ظهار أن هناك مؤامرة من قِبل حفتر وغيره على مستقبل ليبيا.
“مؤتمر برلين”
وأبدى كَراسْك اعتقاده أن الليبيين يعرفون أن حكومتهم قد خذلتهم تمامًا، وبسبب حكومة السراج سكان طرابلس الآن في هذه الحالة السيئة، وقال إنه يجب انتظار مخرجات “مؤتمر برلين” الذي سيكون مفصليا إذا خرج بوقف لإطلاق النار، مبينا أن وقف إطلاق النار في ليبيا يمكن خرقه بسهولة بسبب وجود أطراف فاعلة متعددة.
وأكد أن ألمانيا تحاول من خلال مؤتمر برلين أن تأخذ زمام المبادرة الأوروبية في المسألة الليبية لأن فرنسا وإيطاليا تقاتلان من أجل مستقبل ليبيا، فيما دول الخليج مهتمة للغاية بكيفية خروج مؤتمر برلين بشكل طبيعي، إلا أن قطر ستحاول خلق صدام بين ألمانيا والإمارات، ومن المرجح أن ينتقل مؤتمر برلين إلى عملية سياسية أخرى من خلال مسار روسي على غرار ما يحدث في الأزمة السورية.
ودعا كَراسْك إلى إيجاد نهج جديد كليًا لليبيا فيما يتعلق بتسوية النزاعات، فهناك عدد من القنوات الخلفية المختلفة التي تعمل باستمرار بين واشنطن وموسكو حول القضايا الإقليمية وربما ليبيا من بينها، كما أن الأمم المتحدة فشلت بسبب النهج الذي سلكته تجاه ليبيا، ومحاولات الأمم المتحدة لحل النزاع الليبي، تتعارض مع مصالح الدول الأخرى والأطراف الفاعلة.
قوة حفظ سلام
ورأى الخبير الأميركي أن إرسال أي قوات دولية أو قوة حفظ سلام إلى ليبيا سيكون خطأ فادحا، مستبعدا أن يتم نشر قوات دولية في ليبيا حتى وإن كانت من دول الخليج، حيث إن وجود أجانب في ليبيا لن يكون موضع ترحيب من قبل الليبيين على الإطلاق، حتى لو كانوا من أصل عربي.