خارطة كرة القدم تتغير على يد توتنهام وأياكس
خاص | مهند نجم
ما حدث في الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا وخروج غالبية الفرق الكبرى المرشحة للقب غيّر العديد من المفاهيم الكروية فلم يعد الفريق المدجج بالنجوم والذي يمتلك الأموال هو المرشح الأبرز بل المقياس يكون بالعمل والانسجام والمشروع الكروي الحقيقي بعيدا عن السياسات التلفيقية الموسمية.
توتنهام الإيطالي بالاسم الإنجليزي
تسمية توتنهام بلقب الفريق الإيطالي تليق بما يقدمه النادي اللندني الذي تأهل للمرة الأولى منذ عام 1962 لنصف نهائي دوري الأبطال على حساب مانشستر سيتي في ديربي إنجليزي انتهى ذهابا لصالح توتنهام بهدف الكوري سونغ والثاني خسره بأربعة أهداف مقابل ثلاثة لكنه تأهل بفارق الأهداف.
التسمية بُنيت على أساس كروي ينتهجه الفريقان إذ يعمل غوارديولا الإسباني مع مانشستر سيتي بفكرة التيكي تاكا التي ابتكرها مع برشلونة ونجحت بإبهار العالم وحصد الألقاب أيضا لكنها عجزت مع مانشستر سيتي عن تجاوز الدور ربع النهائي.
بدوره ارتكز مشروع توتنهام مع الأرجنتيني بوكتينيو إلى صناعة النجوم وربطهم بأفكار تكتيكية أجبرت الخصوم قبل المناصرين على احترامهم وهم على مقربة صنع الحدث بالتأهل للنهائي وربما تحقيق اللقب بنضال كروي يدرّس لفريق بدأ مزاحمة كبار إنجلترا ” يونايتد السيتي تشلسي أرسنال” وانتقل لبثّ الرعب في نفوس الخصوم الأوروبيين
عاطفة اليوفي عجزت أمام أياكس
مشروع اليوفي بالتتويج بلقب دوري الأبطال والأصوات التي تتعالى كل موسم بضرورة كسر النحس الأوروبي الذي دام منذ عام 1996 هُزم مرة جديدة على يد أياكس الهولندي وللمصادفة فإن آخر لقب ضمّه يوفنتوس لخزينته الأوروبية كان أمام أياكس نفسه الذي أذاقه مرارة الخروج من الدور ربع النهائي في نسخة هذا العام بفضل فريق شاب لعب مبارياته دون مركبات النقص وتوج مجهوده بحضوره في مربع الكبار وكأن لاعبي أياكس بعثوا رسالة لمؤسس الكرة الشاملة “يوهان كرويف”
– جسد لاعبو أياكس مقولاته الشهيرة حين قال “العب كرة القدم بعقلك أما قدماك فوجِدَتا لمساعدتك” وفي كلمة أخرى “لا يمكن للإيطاليين الفوز بمباراة ضدك، لكن يمكنك أنت الخسارة”
إدارة أياكس اتخذت من كلمات عظيم الكرة الهولندية منهجا طُبّق بحذافيره في ليالي الأبطال التي أصبحت تنطق بالهولندية فالكأس التي شرب منها اليوفي ذاقها ريال مدريد وحتى بايرن ميونخ في دور المجموعات.
بينما عاطفة اليوفي التي تولد سنويا وبلغت أقصى ذروتها باستجلاب رونالدو الذي يمتلك “دي إن أي” الأبطال حسب تعليقات مشجعيه فلم تفلح سوى في الحفاظ على لقب الدوري الإيطالي لموسم ثامن على التوالي.
واقعية برشلونة هزمت فوضى مانشستر يونايتد
ربما نجحت فوضى مانشستر يونايتد في هزيمة مشروع باريس سان جيرمان الهشّ وقلَبت الطاولة في البارك دي بارنس لكنها لم تنجح أمام واقعية فالفيردي مدرّب برشلونة.
الحقيقة إن مانشستر يونايتد لن يستعيد بريقه ببعض النتائج التي توضع في خانة الطفرة دون تغيير الجلد بالكامل فهناك لاعبون وجب خروجهم وهناك أسماء يجب استقطابها وهناك أيضا استقرار غائب منذ رحيل السير أليكس فيرغسون
فالفيردي الذي نقل الإسبان من أمام حقيقة نهاية حقبة اللعب الجميل والاستحواذ إلى ضرورة لعب كرة القدم في عصر الدهاء الكروي. فرغم عدم رضا جمهور برشلونة عن الأداء الذي ابتعد عن الجمالية المعتادة بات التفكير منصبا على النتيجة فقط
تعززت أفكار فالفيردي بالنتائج التي تتحدث عن نجاحه بحسمه للقب الليغا قبل نهايتها بجولات وللموسم الثاني تواليا كذلك الوصول للدور نصف النهائي في الأبطال وزيادة حظوظ الكتلان عن غيرهم من الموجودين في هذا الدور بتحقيق لقب ذات الأذنين وما يحسب لفالفيردي في هذا الدور أنه هزم مانشستر يونايتد ذهابا وإيابا.
ليفربول يستعيد مكانته الأوروبية
ليفربول الفاقد لهويته منذ عام 2005 حين توج بآخر لقب في دوري الأبطال بالكرة الإنجليزية الكلاسيكية الممتعة، بدأ مشروعه الكروي بقيادة الألماني يورغن كلوب يرى النور بقوة.
كلوب الذي يعتمد على أسلوب الضغط العالي والذي يعد حاليا الماكينة الوحيدة في الكرة الألمانية التي لم تصدأ في السنين الأخيرة أعاد الفريق إلى نهائي الأبطال العام المنقضي ويقترب من الظفر بلقب البريميرليغ بعد آخر نسخة توج بها عام 1990 وتجاوزه لبورتو ذهابا وإيابا أمر متوقع فالعمل بدأ منذ عام 2015 وزاد الإيمان به في آخر سنتين.
تبقى الفرق الأربعة تمتلك حظوظا كبيرة في التتويج ما يجعل “الأبطال” هذا العام مختلفا عن سابقه فالمدارس الكروية بين الفرق الأربعة مختلفة لكنهم اجتمعوا على تطوير أساليب جديدة، وابتعدوا بنا عن عقدة الفرق “العريقة”