حُلم تحقق بجهود مؤسسي الدولة الليبية.. الذكرى الـ80 لتأسيس الجيش
تصادف اليوم الذكرى الـ80 لتأسيس الجيش الليبي الذي تحدى صعاب جمة في تاريخه لتوحيد ليبيا والحفاظ على سيادتها وأصبح رمزا يجمع كل المواطنين وقت الخلافات.
ربما يحلم الليبيون اليوم أن يكون لهم جيش موحد يحمي أرجاء البلاد وحدودها، لكن ذلك لم يكن حلما قبل عقود، بل واقعا تحقق بجهود مضنية من الآباء المؤسسين للدولة الليبية.
في نهاية الثلاثينيات، بعد سنوات على إعدام شيخ الشهداء “عمر المختار”، وتراجع المقاومة داخل ليبيا، بينما كانت البلاد ترزح تحت الاحتلال الإيطالي، عملت مجموعة من رجال القبائل على تأسيس جيش للتحرير تحت قيادة الأمير – حينها – إدريس السنوسي.
وكانت البداية في أواخر عام 1939، عندما نادى الملك الراحل إدريس السنوسي إلى عقد اجتماع بالإسكندرية حضره ما يقرب من 40 شخصا، لبحث تحرير ليبيا من الاحتلال الإيطالي، وقرر الحضور تفويض الملك للدخول في مفاوضات مع إنجلترا لتكوين جيش سمي فيما بعد بـ”الجيش السنوسي” للدخول في الحرب الدائرة في ليبيا.
وفي السابع من أغسطس العام 1940، وجه الأمير إدريس دعوة إلى اجتماع آخر في القاهرة، وبعدها بيومين، وجد الحلم طريقه ليصبح واقعا، لتبدأ الحرب ضد الإيطاليين بمساعدة بريطانيا، إلى أن تحرر إقليم “برقة” في وقتها، ومن ثم الوصول إلى تحرير طرابلس في مطلع عام 1943.
في عام 1952، وفي التاسع من أغسطس أيضا، أعلن عن الحلم الليبي، تأسيس الجيش الليبي، لحماية كامل التراب، وبداية مسيرة حقيقية لقوة احترافية للدولة الليبية، بدأت بعدها مسيرة التدريب والتكوين، وتولى مهمة أول رئيس أركان وقتها العقيد عمران الجاضرة الحاسي.