حُكَّام “العازة” كرَّهوا الليبيين في المطر!
عبد الوهاب قرينقو
الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة تجاوزت العاصمة طرابلس لتشمل كافة ربوع ليبيا في ظل بنية تحتية عامة أقل ما يُقال عنها أنها في غاية السوء والإهمال والتخلّف لبلاد تسبح فوق بحيرة هائلة من النفط الذي لم يستفد منه الشعب بقدر ما هو غنيمة يتقاسمها لصوص الداخل مع شُطّار أجانب.
إن كانت العاصمة طرابلس أولى غرقى المطر واجتياح السيول فإن مدّ انفضاح البنية التحتية لشبه الدولة الليبية امتدّ إلى ربوع أبعد مع اتساع رقعة هطول الأمطار الغزيرة وانطلاق السيول الجارفة.
طريق نسمة بني وليد ينهار من ضرب السيول ليجد المسافرون- ومنهم مرضى كانوا في رحلة علاج- أنفسهم محشورين بين انهيارين في طريق جرفه السيل.
في وسط البلاد انجرافات في الطريق الدولي المتجه جنوباً بين قرية القداحية وبلدية الجفرة وتحذيرات من مسافرين على مواقع التواصل الاجتماعي لتنبيه مسافرين محتمَلين من مغبّة انتهاج ذاك الدرب.
شرقاً ثمة خسائر في الأرواح فقد سجّلت منطقة المخيلي جنوبي مدينة درنة مصرع شخصين كانا يرعيان المواشي، جرفتهما السيول، وأغرقت الأمطار الغزيرة عدداً من المنازل، وانقطعت الكهرباء.
وفي طرابلس وهي أكثر المتضررين –ولم يشفع لها أنها عاصمة البلاد المفترض أن تكون غنية – تضاعفت معاناة نازحي تاورغاء جراء غرق مخيماتهم، ما دفعهم للبحث عن مكان آخر يأويهم كنزوح وسط النزوح.
نماذج من الوجع المستفحل على سبيل المثال لا الحصر وما خفي – على لاقطي الأخبار والمراسلين والمدوّنين – كان أعظم، فمع هذا الموسم استبق الخريفُ الشتاءَ ليرسم لوحةً مبكرة ككل عام، فالغيث النافع هو كذلك حينما يهطل على بلاد تحترم حكومتها مواطنيها وتوفّر البينة التحتية المثالية على أرض تنعم بأكبر احتياطات النفط في القارة مع مشاريع بنية تحتية هزيلة توقّفت خريف 2011 بسبب أحداث انتفاضة لم تتوقّف مُذ ذاك .. ولم يتوقّف إلا العيش الرغيد للمواطن مع تداول سياسيي وحكّام الصدفة لكراسي حكم البلاد.