حول رمزية يمامة الحداد
كرستينا دمز
ترجمة: عمر أبو القاسم الككلي
بفضل شجن هديلها، تكون تسمية يمامة الحداد mourning dove تسمية على مسمى. فصوتها المتميز “وووو- أوو- أوو- أوو” قد يهيج مشاعر الحزن نحو الأعزاء المفقودين.
بيد أن رمزية يمامة الحداد تقدم لنا، بعيدا عن تمثيلها للموت، تفاؤلا روحانيا. فوراء غنائها الأسيان توجد رسالة الحياة، الأمل، التجدد والسلام.
هذا الطائر الجميل، أكثر أنواع اليمام انتشارا في أمريكا الشمالية. ولأنها تتواجد بوفرة أصبحت صيدا شعبيا، من أجل اللحم وأيضا الرياضة.
اليمامة dove هي في الواقع حمامة pigeon صغيرة. وليس ثمة فارق تصنيفي technical بين اليمامة والحمامة، ما عدا أن لليمامة ذيلا مدببا وتتحرك على نحو أكثر رشاقة. يمامة الحداد ذات اللون الرمادي الضارب إلى البني تشرب الماء امتصاصا، وهو إنجاز متميز بالنسبة إلى الطيور.
الملمح البارز الآخر هو تميزها بالزواج الأحادي. فالأزواج يرتبطون فيما بينهم على مدى طويل ويصبحون آباء حادبين.
تجسيدات مفتاحية
بين الطيور كافة، يمامة الحداد أكثر طير يحتفى به ويجسد في منحوتات مقدسة رشيقة (في العقيدة المسيحية) ويتكرر ظهوره كأيقونة في حياتنا. فإلى ماذا يرمز هذا الطائر؟. فيما يلي طرف من المفاهيم التقليدية والأولية التي تلخص:
رمز الروح القدس
الروح القدس أحد أطراف الثالوث المقدس (العقيدة المسيحية تطرح معتقد أن الله يوجد في ثلاثة أشخاص: الأب، الابن والروح القدس). وهذا الروح القدس تجسد في هيئة يمامة عند تعميد يسوع. وحسب الإنجيل، حين خرج يسوع من الماء حطت عليه من السماء يمامة. ويعد التعميد سرا مسيحيا مقدسا يجسد إعادة الولادة الروحية التي بها نمثل “تطهيرنا” من “خطيئتنا الأصلية” ويضعنا الروح القدس في وحدة دائمة مع المسيح ويجعلنا عضوا في الجماعة المسيحية.
رمز السلام
رغم أن اليمامة البيضاء هي التي تعتبر تقليديا ممثلا للسلام والأمان، فإن يمامة الحداد قد تمثل هي الأخرى الشيء ذاته. فولايتا وسكونسن ومتشغان تعتبران يمامة الحداد رمز سلام رسميا لهما. عندما طلب من الفنان الأسباني الشهير بابلو بيكاسو تصميم شعار لـ”مؤتمر السلام العالمي” سنة 1949، رسم يمامة أسماها “يمامة السلام الأزرق”. ولبساطتها وطبيعتها الأمومية، أصبحت اليمامة رمزا للتضامن والتوافق بين الأمم.