حوار شيّق مع القاص الليبي “حسام الثني”.. ضيف الحلقة الـ39 من المكتبة
المكتبة (39)
نُخصص هذه المساحة الأسبوعية، كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.
حسام الثني، قاصّ ليبي (1984)، عضو مؤسس لتجمع تاناروت للإبداع الليبي.
فيما يخص المجال الأكاديمي، فقد درس تخصصين: كان الأول علم التنميط الوراثي. أما الثاني فهو السياسات الثقافية والإدارة الثقافية.
صدر له:
“حضرة السيد ظلي”، مجموعة نصوص، عن وزارة الثقافة والمجتمع المدني – ليبيا. 2013.
ـ ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟
ـ وصلتُ من دَربين متوازيين: كان الأوّل درب الحَكي الشّفاهي، لقد رافقتُ جدتي سنوات طويلة، حفظتُ عنها كثيراً من الخراريف والحكايات والقصص الواقعية والأشعار والأحاجي والمآسي. وحينما توفيَتْ عن عمر ناهز مئة عام، كانت قد عاشتها محتفظةً بذاكرة متينة وقدرة على الحكي المكثّف حتّى آخر أيامها؛ كنتُ قد تعلّمت كيف أحكي حكاياتها لأصدقائي – بذات الطريقة المكثّفة التي تجتذب المستمع – أثناء رحلاتنا الكثيرة إلى الجبل الأخضر شرق البلاد، كنّا في الليل نتحلق حول النار وأكواب الشاي الدافئ الـمُعَطّر بالمردقوش، نُسَخّن الخبز ونتبادل الحكايات التي لطالما ارتبطت في ذاكرتي بالنجوم ورائحة الخبز وحطب البَطُّوم، وكانت إحدى فقرات أصدقائي المفضلة في “الزردة” هي تلك التي أبدأ فيها سردَ القصص. وبتشجيع من أصدقائي – وتقريعهم أحياناً – بدأت تأليف القصص، أقول تأليف وليس كتابة، كُنّا نتحلق حول النار وكنت أحكي قصصاً أؤلفها مستعينًا ببعض الانفعالات المسرحية. كما كان يفعل والدي في طفولتي حينما لا يجد لي شيئًا جديدًا يحكيه، كنت محظوظاً بجدّتي ووالدي وأصدقائي الذين كانوا مزيجًا من مسرحيّين وتشكيليّين وأدباء وطلبة طب بشري وخَبّاز (خَبّاز حقيقي). أما الدرب الثاني فكان ما في الكتب، وتحديداً تلك التي تَحكي شيئًا ما، وكثيراً ما كنت أعتمد على ذاكرتي في حفظ مقاطع طويلة من نصوص كليلة ودِمنة وحكايات إيسوب وألف ليلة وليلة وتراجم الإلياذة والأوديسة والشاهنامة والمهابهاراتا والجحش الذهبي وملحمة غلغامش، لأجد شيئًا مختلفاً أرويه لأصدقائي الذين لم تعد تعجبهم أية حكاية بسهولة، وبدا إرضاء ذائقتهم تحديًّا كبيراً! أما مَن جاء بي إلى المكتبة؛ فهو شقيقي النعمان الذي يكبرني بأربعة أعوام، كان حارسَ المكتبة في البيت وسادنها الذي يعرف أسرارها.
ـ ما الكتاب الأكثر تأثيراً في حياتك؟
ـ لا يمكنني ذكر كتاب واحد، فالواقع أنّها كتب عديدة، مع هذا فيمكن ذكر كتب محدّدة كان لها أثر عظيم في مراحل بعينها من حياتي: موسوعة “تاريخنا”، وهي موسوعة من ستة أجزاء أشرَفَ على إعدادها الصادق النيهوم، بفضل هذه الموسوعة تمكّنت من تطوير خط أفقي كرونولوجي في رأسي، حيث يمكنني بيُسر وضع أي حدث في موضعه المناسب للتسلسل الزمني دون عناء. بالطريقة ذاتها فعل كتاب “أطلس العالم”، الذي قَسّم جغرافيا ذهني بالطريقة التي ما يزال يعمل بها الآن. “سقوط الحضارة” لكولن ويلسون، كان كتابا تأسيسيًّا، إنها المرة الأولى التي كنت فيها قد واجهت كتاباً بهذه الجديّة، كتاباً يحتاج إلى التعامل معه بطريقة تفريعيّة تسمح بالخروج عنه للبحث عن الموضوعات ذات الصلة، التي لا بد من فهمها أولاً قبل العودة إلى القراءة.. تعلّمت من رولان بارت في “شذرات من خطاب عاشق” أن أجمل من يمكن أن يفعل كاتب، هو أن يقول شيئاً عميقاً بلغة منزاحة عن اللغة التقليدية، وأنا هنا مَدين إلى صديقي الناقد محمد عبدالله الترهوني الذي اقترح عليّ هذا الكتاب. أما “كتاب الضحك والنسيان” لميلان كونديرا، فكان الكتاب الذي تعلّمت منه كيف أتوقف عن الفهم لأفهم أكثر، وأنّ الكتاب الجيد هو الذي لا يجعلك على عجلة من أمرك. “كوخ العم توم” لهارييت ستاو، كان نموذجاً فائق الجودة. وكذلك “مئة عام من العزلة” التي أضعها في مقدمة ما قرأت من روايات، لقد نجح ماركيز في تقديم شيء مختلف ونادر وماتع إلى درجة فائقة يصعب تكرارها. أما كتاب “الأمير الصغير” لأنطوان دو سانت، فقد لمس منطقة عميقة في قلبي، منطقة لم يكن قد سبق أن لمسها أي عمل ولا أتوقع أن ينجح عمل آخر في الوصول إليها. ما تزال أحداث “طفولتي” لماكسيم غوركي مغروسة في ذاكرتي مثل شوكة. أما رواية “العطر” لباتريك زوسكند، فقد تعلمت منها كيف أرفع سقف توقعاتي بخصوص الدهشة التي ينتظرها القارئ.. تعلمت من “عالم صوفي” لجوستاين غاردر ما وفّر عليّ عناء البحث في مراجع أخرى متفرّقة.. أما حينما قرأت “العمى”، تيقنت أن ساراماغو أحد أبرع الكتاب الذين قرأت لهم أو سأقرأ لهم يوماً ما.. لقد مدّني يوفال نوح هراري في كتابه “العاقل” بممرات إضافية في ذهني، كنت أحتاج إليها لربط الكثير من المناطق المعزولة، وقدّم لي ريتشارد دوكنز قراءة مغايرة ومغامرة في نظرية التطور عبر كتابه الذكي جداً “الجين الأناني”.. ثمة كتاب آخر في غاية الأهمية، إنه “نظرية التطور/ تاريخ ومجادلات” لسيدريك جيرمو ودينيس بيكان”، لقد فعل الشيء ذاته.. أما رواية “اسمي أحمر” لأورهان باموق، فأراها من أكثر الروايات جودة من الناحية الفنية، وأخص هنا التلاعب العبقري بالأصوات الذي أفدت منه كثيراً في كتاباتي.. كانت رواية “الخبز الحافي” لمحمد شكري، صفعة نفسية لوجداني، ولقد قضيت أربعة أيام متصلة – هي أيام قراءة الرواية – في صمت مطبق دون الحديث حتى مع نفسي.. وأعود للنيهوم لأذكر كتاب “تحية طيبة وبعد”، الذي مدّني بالإلهام الأسلوبي الذي احتجت إليه حينما كنت ألتمس بداية طريقي في الكتابة، ومازال النيهوم في نظري أحد أبرع من طَوّع الخبرة باللغة واللغة بالخبرة تطويعَ الحديد بالنار.. وأختم بكتاب “منابت الريح” الذي شمل النصوص الأخيرة للأستاذ خليفة الفاخري، ورسائله، وسيرته الأدبية التي كتبها رفيقه الأستاذ محمد عقيلة العمامي، مَدّني هذا الكتاب بإلهام وجداني عظيم، لأن الفاخري مُعلّم حقيقي حظيت به دون أن ألتقيه.
ـ أول كتاب قرأته؟
ـ أول كتاب – ويا للهول – من أسوأ ما قرأت: “هيرماجَدّون وقرب ظهور المهدي الـمُنتظَر”، كتاب خُرافي قلب ناموس عقلي البسيط المراهق يومها، وصرت أنتظر قدوم المهدي المنتظر، وظلّ الكتاب المرجع شبه الوحيد الذي استدعيه كلما دار نقاش حول حرب العراق وقوات التحالف والقضية الفلسطينية وأخبار نهاية العالم! حدث هذا في العطلة الصيفية الفاصلة بين المرحلتين الثانوية والجامعية، لم أكن قبلها قد قرأت كتاباً كاملاً، كنت أكتفي بتصفح قدر يسير من كتب متفرقة في مكتبة البيت، لكنني لا أكملها. ولهذا، ولأن هذا الكتاب هو الكتاب الوحيد الذي بات يتربّع في عقلي، فقد امتدّت ظلاله ليس على طريقة تفكيري فحسب، بل شملت نمط حياتي حتى تلقيت الصفعة العظيمة! كانت صدمة عاطفية حقيقية تلقيتها حينما شاهدت عبر الشاشة دخولَ القوات الأمريكية بغداد، مفنّدةً نبوءة الكتاب الذي صدّقت كلّ ما فيه، مررت بمرحلة نفسية صعبة وكنتُ أصرّ على الإنكار وعلى أنْ ثمة خطأ ما في فهم كتابي المعصوم (الوحيد في عقلي حتى ذلك الحين). وعلى رغم أنني كنت أحتفظ بعالمي في عزلة قَلّ ما أشركت فيها الكبار؛ يبدو أن والدي قد انتبه إلى أن أموري النفسية لا تسير على ما يرام وأنا أتابع عبر الأخبار مشاهد النهب الفوضوي للأهالي التي عقبت سقوط بغداد، استوعبني والدي، حدثني يومها عن “السلوك الجمعي السلبي” وعن “العدوى الاجتماعية”، وسمعت منه للمرة الأولى بغوستاف لوبون وكتاب “سيكولوجيا الجماهير” الذي عدتُ إليه لكن بعد سنوات طويلة كنت حينها قد كنست خرافات هيرماجَدّون وأحاديث السّفياني والأعرج. كانت هذه قصّتي مع كتابي الأوّل الذي قرأته كاملًا. مع هذا فمن المهم القول إن علاقتي بالكتاب كانت أقدم من “هيرمَاجَدّون”؛ وإذا ما استثنينا الكتب التي كنت أتصفّحها ولا أكملها، فلا يمكنني إهمال قصص الطفولة التي كانت تقرأها لي أمي، أتذكّر الآن – بمزيج من الابتسام والضحك الخافت – قصةَ “شوكة القنفذ”، وهي تراجيديا مأساويّة لقنفذ صغير لم يسمع كلام أمه فمات! أتذكر غيرها من القصص التي يؤلفها الكبار ليستمع إليها الأطفال الذين لا يمكنهم تأليف قصة عن قنفذة لم تسمع كلام صغيرها القنفذ.. (ملاحظة: القنفذ/ القنفود: كان من ألقاب طفولتي).
ـ علاقتك بالكتاب الإلكتروني؟
ـ أميل إلى الكتاب المسموع، وهذا بسبب مشاكل النظر التي بتُّ أعاني منها في السنوات الأخيرة، أما الكتاب في نسخة pdf فيجيء تفضيله بعد الكتاب الورقي، وفي العموم فأنا آخذ مسألة حقوق الملكية الفكرية على محمل الجد، أشتري الكتب غالباً عبر تطبيق “كيندل” بتشجيعٍ مصدرُهُ اختراع الحبر الإليكتروني وما وفّر من ميزة إضافية على مستوى آلام البصر، ولي حقوق الاستفادة من الكتب والمقالات العلمية التي تمنحها منصّة الجامعة التي أدرس فيها، وهي كثيرة جداً ومهمة إلى حدّ كبير. إضافة إلى اشتراكات مدفوعة لمواقع الكتب الصوتية.
ـ الكتاب الذي تقرؤه الآن؟
ـ ورقة علمية قيّمة يمكن ترجمة عنوانها إلى: “ما هو بحث السياسات الثقافيّة؟”، منشورة في “المجلة الدولية لبحوث السياسات الثقافية”.
ـ الموسيقى المفضلة لديك؟
ـ لي أمزجة مختلفة، ففي فترة عزلتي – وهي فترة امتدّت سنوات دون أن يكون لي تواصل مباشر مع مَن نشأت بينهم – كنتُ أبحث عن الموسيقا التي لا أعرفها، وكان هذا على ما يبدو ردّ فعل ضدّ ملاحظة مفادُها إن أكثرنا يستمع إلى الموسيقا ذاتها، يشاهد الأفلام ويقرأ الكتب ذاتها، يمارس الفنون ويستمتع بالأعمال التشكيلية والشعريّة والمسرحية ذاتها: فيروز، محمود درويش، ماركيز، بيكاسو، شكسبير.. من هنا وجدت نفسي في رحلة استكشاف الأصوات البعيدة التي لا تتردد في المحيط الذي نشأت فيه، عرفت “لِلّي بونيش”، “مهرافروز”، “شجريان”، “سوزان أكسو”، “زكي موران”، “مرجان فرساد”، و”محسن نامجو”، وغيرهم ممّن بدت أصواتهم تحملني إلى عوالم أبعد.. غير أن طقس موسيقا الكتابة كان مختلفاً؛ إذ كنت – وما زلت – أكتب تحت وطأة الموسيقا ذات الإيقاعات القوية المنتظمة، تلك التي يستعملها الرياضيون في صالات كمال الأجسام ورقصات زومبا، وتمنحهم العزلة والحماس، وأفترض أن هذا تحديدًا ما عناه “نيتشه” في انحيازه المبدئي إلى موسيقا “فاغنر” الخلّاقة التي كانت مصدرًا يمدّ مستمعيها بالرغبة في الإنتاج، لا الرغبة في الاسترخاء.
ـ علاقتك بمؤلفاتك؟
ـ علاقة جيّدة من ناحية الاتصال والرضا المبدئي المرتبط بسياق إنتاج العمل. دون شك، لا أجد هذا الرضا سلبيًّا؛ إذ إنّه يدفع إلى تطوير الأعمال اللاحقة عبر تثمين المكابدة والصبر والسعي المبذول. أستغرق وقتاً وجهداً في كتابة النصوص وتنقيحها، والاستعانة بآراء الأصدقاء الذين أثق في ملاحظاتهم وآخذها على محمل الجد، وكثيراً ما أعود إلى تنقيح نصوصي القديمة وإعادة قراءتها والتفكير فيها مراراً، ولا أجد حرجًا في ذلك. أما فيما يخص النشر، فأنا في الغالب لا أنشر مباشرة بعد الانتهاء من الكتابة، بل أترك العمل حتى يختمر وأعود إليه لإعادة عجنه بروح مغايرة، أتقمّص عيون قُرّاء مختلفين لأنظر إلى نصّي من جوانب متباينة، وأصبر على إعادة المراجعة. كثيراً ما أعرض ما أكتب على أساتذتي وأصدقائي، الأستاذ المرحوم عبد العزيز العريبي، والأستاذ المرحوم الشريف بن محمد، وكذلك نجاة إدهان وأنوار الأنوار وهليّل البيجو وغيرهم. وفي الآونة الأخيرة أعرض ما أكتب على زوجتي “ريحانة العمامي”، وأستمع إلى رأيها بانتباه، خصوصاً فيما يتعلّق بملاحظاتها المرتبطة بالجوانب النفسانيّة؛ إذ أجدها على اطّلاع واسع بهذا الأمر بحكم اختصاصها.. وكذلك يهمني دائمًا رأي صديقي الحميم والـمُلهم رفيق الكتابة “محمّد النّعّاس”، الذي عادة ما نتحاور حول النصوص قبل كتابتها.
ـ هل ستغير الكتابة العالم؟
ـ لقد غيّر دراوين رأي المجتمع العلمي البيولوجي عبر كتابه الثوري “أصل الأنواع”، وكذلك فعَلَ كوبرنيكوس قبله في كتابه “حول دوران الكواكب السّماويّة”. ولقد قلب ماركس نظرة العالم إلى الاقتصاد رأسًا على عقب، مع رفيقه إنجلز عبر كتاباتهما. ولقد تعلّم العالم الكثير عن نفسه من كتب أفلاطون وأرسطو وسن تزو والغزالي وابن رشد وابن سينا وميكافيلّي ونيتشه وفرويد وديوستيفيسكي وجورج أورويل ومارغريت آتوود، وغرامشي، وإدوارد سعيد، والأمثلة كثيرة. ولا يمكن النظر إلى المنجز التكنولوجي الذي نشهده الآن دون المرور بأفكار آينشتاين ونيلز بور وماري كوري وهايزنبيرغ وشرودنغر، وغيرهم، وإذا كانت مشاريع العمل الجذرية لا بدّ لها أن تنطلق كلّها من أفكار نظريّة جذرية، فإنّ الكتب هي واحدة من أهم حواضن هذه الأفكار. إضافة إلى أنها ملهمة الشعوب في التغيير؛ لقد أسهمت هارييت ستاو في إلهام مناهضة العبودية في الولايات المتحدة، عبر روايتها العظيمة “كوخ العم توم”، ولقد تعلّم الشعب البرتغالي كيف يطوّر وسائل الاحتجاج الساخر على الانتخابات من رواية ساراماغو “البصيرة”.. ولا يمكن أن نمر هنا دون ذكر مؤسّسي الأديان الذين قادوا الجموعَ عبر كتب مقدّسة.. فهل ستغير الكتابة القادمةُ العالـمَ القادم؟
ـ ماذا تحتوي مكتبتك؟
ـ مكتبتي بعيدة عني الآن، إنها في غرفتي ببنغازي، كتب فلسفة وتاريخ وبيولوجي وأدب ومواضيع أخرى متنوعة، ولقد أنفقت وقتاً وجهداً كبيرين، ومالًا – كان في أوقات كثيرة هو كل ما في جيبي – في جمعها بعناية من معارض كتب ومتاجر في بلدان مختلفة كنت قد تنقّلت فيها، وتلقيت كثيراً من الهدايا القيمة بعضها من مؤلّفيها الذين أعتز بصداقتهم أو معرفتهم، وبعضها الآخر ممن خصّني بها لكرمهم وسخاء أرواحهم. ولقد أنفقت أيضًا وقتاً وجهداً كبيرين في مطالعة ما فيها، وامتدّ فضلها عليّ ليشمل كثيراً من أصدقائي وأفراد أسرتي وأساتذتي وطلبتي ممن وجدوا فيها ضالتهم، وعلى رغم أن العملية الأخيرة كلفتني خسارة كثير من الكتب التي لم يرجعها مستعيروها، إلّا أنني غير نادم على إعارتها، وأرى أن تكديس الكتب دون الاستفادة منها أو فتحها للآخرين، أمر يعيب صاحبها.. ثمة أمر أخير هو أنني لم أعد قارئًا كما كنت سابقاً، ويرجع الأمر في المقام الأوّل إلى مشاكل بصري، الذي تضرّر كثيراً، ربما بسبب شاشة الحاسوب ونمط حياتي، لهذا فقد عمدت مؤخرًا إلى الاعتماد على حاسة السمع، وبدأت أعدّ مكتبتي المسموعة.
ـ ما الذي يشغلك اليوم؟
التفكير مع بعض الأصدقاء في تأسيس: “التنسيقية الوطنية لتنمية مقترح مشروع السّياسات الثقافية في ليبيا”.