حملة “خاطري”.. الشارع الليبي بين إسعاد الآخر واستغلاله
“خاطري” .. مُفردةٌ يستعملها الليبيون للدلالة على مايجول بالخاطر من أمنيات صغيرة أو كبيرة، وتستعمل وحدها مع الأفعال مثل “خاطري نسافر” أو “خاطري نلعب كورة” ، ويرفق بها حرف الجر “في” عند اقترانها بالأسماء مثل “خاطري في بازين” أو “خاطري في سيارة”، هذا بشكل عام، لكن المفردة غزت مواقع التواصل الاجتماعي الليبية هذه الأيام في حملة يقال إن هدفها هو محاولة تحقيق جزء من الأحلام التي قد يكون تحقيقها مستحيلا على البعض لكن البعض الآخر “المستهدف” هنا يكون أقدر على تحقيقها للآخرين بسهولة كبيرة.
وانطلقت الحملة لتجد إقبالا كبيرا من بعض الشركات والمؤسسات التي وجدت في هذه الحملة فرصة جيدة لتسويق منتجاتها مقابل التعهد بتحقيق بعض الأحلام التي يمكنها التعامل معها، وأيضا واجهت هذه الحملة الكثير من الرفض والاستياء لأن البعض اعتبرها استغلالا لظروف الناس، وفرصة للبعض للحصول على دعاية مجانية، رغم أن عرضا كالذي قدمته مكتبة الفرجاني من إمكانية تقديم الكتب إلى بعض من “خاطره” يقرأ هذا الكتاب أو ذاك لا يحمل شيئا من السلبية إزاء مثل هذه الأفكار.
وقد ضجّت الصفحات بالأمنيات التي يعتبر بعضها بسيطا وممكنا ليتكفل بعض المتفاعلين مع الحملة بتحقيقه، وبعضها الآخر أقرب إلى المستحيل بالنسبة للبعض في مثل هذه الظروف التي تعاني منها البلاد، وبين “البكلاوة” و”آيفون x” وجدت حتى بعض هذه الأمنيات من يتكفل بتحقيقها، ليتفاعل الجميع بين مؤيد ومعارض، وبين هؤلاء وأولئك من قال إن الفكرة جميلة ونبيلة إذا نفذت بشكل جيد، إذ حظيت بتفاعل كبير من الكثير من الجهات والأفراد، ولا بأس _برأيهم _ من محاولة إسعاد الآخر مهما كانت الطريقة، غير أن الأمنية التي اشترك فيها الكثيرون قد تبدو الأبعد عن التحقيق لأن الليبي البسيط عاجزٌ إزاءها، وهي “خاطري نشوف ليبيا متهنية وتنعم بالأمن والأمان”.