حكاية ليبية: “يا بلادي حبّك موّالي”
خاص 218
في حب ليبيا.. هذا الهاشتاق الذي أطلقته قنوات 218 قبل أعوام ، ما يزال صداه في كل مناطق ومدن وقرى البلاد، التي يعمل فيها شبابها وبناتها بكلّ جدّ ومثابرة في محاولاتهم لإصلاح تفسده الصراعات السياسية، عبر حملات تطوعية وتبرّع بما يستطيعون لمساعدة أهلهم أينما كانوا في كل ليبيا.
ولعلّ الجميع قد شاهد الكثير من هؤلاء الذين عبّروا عن حبّهم لوطنهم دون أن يكتبوا كلمة أو ينطقوا بحرفا، منهم شرطي المرور الذي لا يهدأ أبدا عن تنظيم الطرق متجاوزا العراقيل التي يضعها أحيانا بعض المسلحين أمامه، وأيضا معلمي ومعلمات المدارس الذين يكافحون مع طلابهم ويسابقون الزمن لأجل منح طلبتهم العلم والمعرفة، رُغمًا عن قساوة الأوضاع التي يعيشونها مند سنوات والتي منها تأخّر الرواتب وأزمة الطوابير التي يعاني منها كل ليبيّ وليبية.
الكثير من المشاهد المؤثرة التي حُفرت في ذاكرة الليبيين، تكشف حجم ومكانة الإرث الوطني الأصيل، الذي ترسّخت جذوره بفضل الأجداد والجدّات في نصائحهم وأمثالهم الشعبية التي كانت مرجعًا هامّا، في حبّ الجار والأهل ومساعدة المحتاج، وإكرام الضيف. في زيارة المريض والاطمئنان على من لا يجد أحدا يطمئن عليه. وكثيرة هي المواقف والقصص التي تحكي عن نفسها في الموروث الليبي.
ولأن الحالة الليبية تختلف كثيرا عن بلدان أخرى، يبقى التعبير عن الحبّ لها على أرض الواقع أجمل بكثير وأكثر إشراقا لها، ولأجل أجيال قادمة، التي ستقول في يومٍ ما: عاشت بلادنا أزمات وأوضاع مأسوية، ولكن بفضل آباءنا الذين راهنوا على وحدتهم وتناسوا كل شيء وحافظوا على وطنهم، رُغمًا عن الجراح التي صنعها يومًا ما “فُرقاء اختلفوا في كل شيء واتفقوا على استنزاف ثروات ليبيا”.