حكاية المعلمة صالحة التي أنقذت طلابها وأطفالها في صبراتة
أطلق المسلحين الرصاص على الفصل التاسع، وسمِعنا صراخهم في اللحظة ذاتها
كشفت مدير مدرسة صبراتة الجنوبية، المعلمة صالحة الكرشودي قصة ما حدث بعد الهجوم التي تعرضت له مدينة صبراتة والمدرسة الجنوبية على وجه خاص، قبل يومين، أنهم تفاجؤوا بدخول جماعة مسلحة للمدرسة وهي تطلق الرصاص، مشيرة أن في اللحظات الأولى للهجوم كان إطلاق الرصاص متقطعا ومن بعدها بشكل كثيف.
وأوضحت المعلمة صالحة الكرشودي، في حديثها مع 218، أنه في لحظة دخول الجماعة المسحلة للمدرسة، حاولنا أن نُعلّم الأطفال وضع الانبطاح على الأرض خوفا عليهم من الرصاص، ولكن عندما أزدادت حدّة خرج أحد المسلحين وأمرنا بالخروج مع الطلاب وإلا سيتم محاصرتكم داخل المدرسة.
وأشارت مدير مدرسة صبراتة الجنوبية، مع تصاعد إطلاق النار من قِبل الجماعة المسحلة، تعالت الأصوات قائلة: “دواعش” ولكنّنا لا نعرف لحظتها من تكون هذه الجماعة ومن يقف خلفها. وأخلينا الدرسة في وقت قصير جدا، وهو موقف عصيب على الأطفال الذين يصرخون مع الطلاب الآخرين، مع المعلمات.
وأضافت في سردها لما حدث في لحظة الهجوم، أن أولياء الأمور وقفوا خارج المدرسة يُحاولون الإطمئنان على أبناءهم، موضحة أن عدد الطلاب بالمدرسة لا يقل عن 700 طالب إضافة إلى الأطفال الذين يبلغ عددهم 50 طفل.
وفي توقيت الهجوم، كانت الحصة الثالثة بالمدرسة، بحسب ما كشفته مديرة المدرسة التي أضافت أن الوضع كان هادئا جدا قبل الهجوم الذي أقدمت عليها الجماعة المسلحة على المدرسة.
وأوضحت المعلمة صالحة الكرشودي، أنها شاهدت أربعة مسلحين أحدهم يحمل سلسلة على كتفه وعليها سلاح “آر بي جي”، والآخر “كلاشن” والباقين لم نعرف لأنهم كانوا بعيدين عنّا، وأنهم أبلغوا إدارة المدرسة بأن لديها 5 دقائق لإخلاء المدرسة وإلا ستتم محاصرة الطلاب والأطفال مع المعلمات والمعلمين وأخدكم كرهائن داخل المدرسة.
الأطفال يروون جحيم ما حدث:
تقول احدى الطالبات أنها كانت في الحصة الأولى والثانية لحظة الهجوم المسلح على المدرسة، وكان الفصل التاسع لديه حاصّة الرياضة، وأطلق المسلحين الرصاص على الفصل التاسع، وسمِعنا صراخهم في اللحظة ذاتها، وبعدها أبلغتنا الأبلة صالحة أن لا نقترب من النوافذ، وقالت لنا يجب أن علينا الانبطاح على الأرض وبعدها أطلق المسلحين الرصاص وهربنا جميعا إلى خارج المدرسة.
أهالي المدينة: صبراتة آمنة
أوضح أحد الذين يسكنون بالقرب من المدرسة، أن الوضع العام أصبح آمنا بعد يوم من الهجوم وسيطرة الغرفة الأمنية صبراتة على الهجوم وطردها لتلك الجماعات المسلحة، والحياة تعبتر طبيعية في المدينة والمصارف مفتوحة وكل شيء على ما يرام ولا توجد أي مشاكل.
وأوضاف آخر في جولة كاميرا 218 في مدينة صبراتة، أن المدينة تنعم بالسلام بفضل الجهود التي تقوم بها الغرفة الأمنية، وأن الإشاعات المغرضة التي يطلقها الفيسبوك حول المدينة تهدف إلى زعزعة الأمن.