حكاية الغابة.. والأربعين حرامي
في طرابلس تدور أكبر حرب شوارع في ليبيا، وبين عدّة مجموعات مسلحة يتبنّى بعضها خطاب الإسلام السياسي بغية الوصول إلى السلطة.
مصدر موثوق ل218 أطلعنا على بعض التفاصيل التي تتعلق بالاشتباكات التي دارت في طرابلس منذ الأمس.
منذ ثلاثة أشهر، وقوات الردع تعمل على تطهير المدينة من “الدواعش أو القاعدة” كما يصفها المصدر. والتي تسمي نفسها الكتائب بمباركة من دار الإفتاء. من بينها “كتيبة الإحسان” التي يقودها طارق درمان عضو القاعدة، والسجين السابق لدى إحدى الدول العربية.
المصدر قال إن أفرادًا متعاونين مع “درمان” منهم مطاردون من قوات الردع هربوا في وقتٍ سابق إلى غابة النصر. المتعاونون هم من كتيبة “البقرة” وكتيبة بشير خلف الله في تاجوراء، إضافة إلى معسكر العواشير بقيادة صلاح الحبيشي .
غابة النصر لها حكاية أخرى.
حيثُ تحولت في وقتٍ سابق إلى مأوى لأفراد شورى بنغازي، الذين عملوا من فترة طويلة على تحويل طرابلس لخط خلفي لهم بعد خسارتهم في بنغازي.
المصدر يقول إن عناصر الأمن المركزي أبوسليم انتبهت إلى عملية نوعيّة، تمثّلت في حفر مجرىً بالوادي، يربط بين “كتيبة الإحسان” المتواجدة في الغابة، وبين الحرس الوطني في كلية الشرطة بالهضبة التابع لخالد الشريف.
الغابة كانت ناقوس الخطر. فبالإضافة إلى أنها تحوي أعدادا كبيرة من أعضاء شورى بنغازي، فإنها كانت تؤوي أيضًا عددا من “متطرفي درنة” تحت قيادة “حسن الأحمر” الموجود الآن في تركيا، وكذلك مجموعة تابعة لعصام القديري.
الغابة كانت مقرًا لأسلحة متنوعة، من مخازن ذخيرة ومفخخات و رؤوس للصواريخ، وكانت أشبه بوكرٍ لإمداد المخرّبين بالسلاح.
القاعدة، بعد التطورات الأمنية خلال اليومين الماضيين، بدأت تروّجُ أن المعركة قائمة من أجل إخراج “مصراتة” من طرابلس، وتدمير الإتفاق السياسي.
إلاّ أن هناك لقاءات تمت بين كتيبة ثوار طرابلس وكتائب من مصراتة، لتوضيح “الإشاعة” التي تروّجها التنظيمات الإرهابية.
ثم تمّ قامت كتيبة ثوار طرابلس بتسليم الغابة ل “ناجي فرحات”، وإعادتها إلى سابق عهدها، مكانا للتنزه وممارسة الرياضة، ولإنهاء دورها المشبوه خلال الأشهر الماضية، ولتنتهي بهذا قصّة الغابة العجيبة التي تحوّلت من مكان للتنزه إلى وكر للإجرام على يد مجموعة من الذئاب البشرية.