حكاية امرأة تكشف أن حكومات ليبيا من ورق
وما تزال الحالات الإنسانية التي تحتاج للمساعدة في كل ليبيا
ما مرَّ عامٌ وليبيا ليس فيها جوعْ، هذه الكلمات للشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب من نصّه الشهير “أنشودة مطر”، تم استبدال العراق فيها بليبيا، لأن الحكاية التي سنسردها تحكي عن الجوع ووجوه في ليبيا اليوم التي يروي فصوله من يعيشون على حافّة الطرق في دولة الحكومات والمجالس الثلاثة.
قامت 218 بزيارة منزلا لأحد الأسر التي تعاني أزمة إنسانية ومعيشية في منطقة جيزاو ببلدية مرزق، والتي تتكون من أسرة المواطنة مسعودة عبد السلام التي تبلغ من العمر قرابة الخمسين عاما ، وأُمًّا لأربعة أبناء يعيشون حالة مرضي ذهني، وتسكن منزلا متهالك تزوره وتُقيم فيه الرياح في كل موسم.
ولكن ومع كل ما تمرّ به هذه المرأة من أزمات، إلا أنها تستقبل ضيوفها بابتسامة تعلو محياها، تحمل في طياتها الكثير، حين تسرد حكاية أبناءها الأربعة الذين يعانون مند ولادتهم من حالة تخلّف عقلي، ولم تجد أي جهة رسمية في ليبيا متمثلة في الحكومتين، لمساعدتها على علاج أبناءها وتحسين مستوى معيشتها، ورُغمًا عن المطالبات والطلبات التي قدّمتها للحكومات إلا أنها لم تنجح في الوصول إليهم أو إيصال صوتها وأزمتها لهم.
هي حالة إنسانية من حالات عديدة تشهدها ليبيا وتزداد مع إهمال الرعاية والمتابعة من قِبل الجهات المختصة، التي من واجباتها أن تعمل على خدمة المواطنين وراحتهم، لا الجلوس في مكاتب فاخرة.
وما تزال الحالات الإنسانية التي تحتاج للمساعدة في كل ليبيا، تنتظر الجهات المسؤولة بأن تلتفت لها وتثبت أنها حكومات على أرض الواقع في ليبيا، لا حكومات من ورق لا فائدة منها.