حقائق مدهشة حول الحرب الليبية اليوم
عمران القيب
بعد مضى أكثر من شهرين متتاليين على هذه الحرب يمكنني تقديم هذه الحقائق الواقعية وبكل موضوعية عن تفاصيل المعركة ميدانيا فيما يلي:
أولا:- لا توجد حرب حقيقة بالمعنى العسكري والحربي بشقيه الهجومي والدفاعي على الأرض.
وما نشاهده اليوم هو حرب ثلاثة عناصر:-
*الطيران وكل طرف وما يملك.
*الصواريخ بأنواعها، أهمها الكرنيت والحراري والراجمات والهاوزر والجراد .
*الإعلام….قنوات …ومنصات تواصل اجتماعي.
ثانيا ..لا توجود قوة اقتحام حقيقية ولا توجد قوة دفاع حقيقية.. وكما قلت هجوم ودفاع بالطيران والصواريخ.. ومن بعيد جدا… وما أقصده هنا وهذا الأهم ..أن المقاتلين …الأفراد…. للقوتين المهاجمة والمدافعة …سواء عساكر جنود أو مدنيون كقوة مساندة للطرفين دائما هم من فئة الشباب ..ومتوسطها الفئة العمرية من (23-18) باستناء القادة وأمراء الغرف ومقدمي الدعم اللوجسيتي اليومي للحرب.
هذه القوة المركزية والفاصلة والمعول عليها للحسم وتحقيق نتائج على الأرض ولكل طرف (…..الشباب…..) هو غير مقتنع بما يقوم به.. وبالتالي ليست في ذهنه قضية تستحق الموت عليها.. ومن أجلها …سواء قضية تحرير طرابلس من الإرهاب أو قضية الدفاع عن طرابلس والحفاظ على الدولة المدنية…. وبالتالي كل مقاتل لا يريد الموت من الطرفين… وهذا يؤثر ولا شك على تحقيق نتائج وتقدمات واقتحامات على الأرض…
واكتفى كل طرف بمواقعه منذ أول يوم وتمترس وراء سواتر ترابية ودافع كل طرف عنها بقوة ذخيرة الصواريخ… وكأن لسان الحال يقول ..((اقعد في مكانك وأنا في مكاني…
ومن بعيد بس واسلم ليك وليا.))…
واعتمد كل طرف بناء على هذه الاستراتيجية الحربية على ضربات الطيران والقذائف الصاروخية بأنواعها ومن بعيد وكل من مكانه….وتقدمات جبارة فقط على الفيس….
ثالثا…الحقيقة الثالثة أن كل الضحايا والتي تجاوزت [500] شخص من الطرفين وهي أعداد لا تذكر مقارنة بزمن الحرب وحجم الدخائر والقذائف والصواريخ طيلة هذه الفترة قتلوا بسبب الشظايا الصاروخية …ومدافع الكرنيت ..والطيران..
ولا توجد اشتباكات عسكرية حقيقة تحسم النتائج على الأرض …باستتناء بعض المواقف والعمليات النوعية والتى غالبا ما يكون أصحابها تحث تأثير مخدر…..
رابعا..وهذا مرتكز مهم وخطير أن المقاتلين وللطرفين …انظموا للقتال بدافع المال أولا ..فهم فئات شبابية عاطلة ومعطلة ولا سبيل لمقاومة العرض المغري جدا …فهي سيارات تتجاوز (200) ألف دينار ليبي وهذا رقم كارثي لشاب مراهق إضافة إلى الهيبات الممنوحة يوميا ..ونشاط تجارة بيع الذخائر بين المقاتلين الشباب لقادتهم وبأرقام مرعبة جدا إضافة
للغنائم والسرقات ..وكل ما هو مصدر لجلب المال….فالهدف المال وليست القضية….ولهذا كل مقاتل يحاول المحافظة على حياته قدر الإمكان والاعتماد على إطلاق الصواريخ العشوائية… دون حرب حقيقية مؤثرة أو موجعة للعدو حسب تصوره…وانضمت أعداد أخرى للقتال بالقوة والعشم وتأثيرات الإعلام والعقل الجمعي لبعض الجماعات الاجتماعية….
خامسا..نتج عن هذه الوضعية ما يلي..
●استحالة تحقيق أىي تقدمات على الأرض ..لا للمهاجم ولا للمدافع.. ولن تتقدم أبدا ما لم تتغير الآليات والأدوات والمقاتلين ..
●وبالتالي ازدياد حجم الدمار الذي نشاهده والتهجير فقط
●استنزاف المال العام بشكل مأهول وكارثي ..والصرف على الذخائر الأغلى كلفة والجرحى والهيبات والسيارات والمؤن والنقل والوقود ونحوه كثير..
●اذا استمرار هذه الوضعية ..والتي تعتمد على المال فقط…فمن يملك المال سيصمد ويقاوم وجوده واستمراره.. ومن هنا لجأ كل طرف للبحث عن ممولين لحربه من الخارج .. وستكشف الأيام عن اتفاقيات وديون وبيوع واتفاقيات صادمة جدا للمواطن والعالم
.●● فعلينا جميعا وعلى كل مهتم بالشأن الليبي أن يعى أن لا لحسم لهذه المعركة والمنتصر من يملك غطاء جويا دوليا وليس محليا …جويا ..جويا …ولا غيره …لا وجود لجيوش محاربة قادرة على الحسم في الاتجاهين ..
● القوة المساندة والفاعلة على الأرض من ترهونة ومصراتة تحديدا لهم حسابات أخرى غير تحرير طرابلس من الإرهاب وغير الدفاع عن الدولة المدنية من العسكرة… وبالتالي اعتماد الأطراف المتحاربة عليهما حذر جد
●● كانت مشكلة ليبيا في مصراتة كطرف رئيسي في الاستقرار في ليبيا أمام خصومها …استنادا إلى قوتها التاريخية والعسكرية والبشرية والاقتصادية…وكان يمكن الاتفاق معها…اليوم أضيفت ترهونة كطرف آخر يوازي مصراتة ويحتاج إلى تفاصيل أخرى ..
●..تأكدوا أن المجتمع الدولي وأمريكا خاصة لم تعطِ ضوءا أخضر ولا أحمر لأي طرف وإنما هو أمام الضوء البرتقالي ..وينتظر مثلنا.
…اذا أعزائي أدعوكم للتفكير والتأمل والتحليل ..وعدم انتظار الانتصار لأي طرف لأنه لا توجد حرب على الأرض ..والانتظار لا طائل منه واقتصاد بلدكم وقوتكم يستنزف بشكل يومي وبأرقام مرعبة وأول خطوة مطلوبة من الجميع التوقف عن الدعم لأي طرف ..وتكذيب كل ما يقال في الفيس وفي أول تعليق لك على كل منشور يعرض في انتصاراته.. ومحاولة الإقلال من شحنة الانتصار المنتظر….
لقد شاهدت مئات من الشباب المقاتل خلال الأسابيع الماضية في تونس يتزاحمون في المقاهي الفاخرة.. ويصرفون ما تحصلوا عليه من أموال.
المصدر: صفحة الكاتب على موقع فيسبوك