حفتر.. مناورة سياسية أم حل عسكري؟
مُهيمن مهدي
جميع أنظار العالم متجهة صوب طرابلس إثر التحرك العسكري للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر الذي أحدث هزة قوية في جميع الأوساط داخليا وخارجيا.
تحذيرات ومخاوف ودعوات من أطراف متعددة تندد بالتحرك العسكري وتدعو للتهدئة والحل السلمي.. والجميع يترقب بحذر ما سيحدث.
وسط هذا التسارع في الأحداث أعدت قراءة المشهد الليبي والتحركات الأخيرة للمشير حفتر ولقاءه السراج في أبو ظبي ونحن على مشارف انعقاد مؤتمر وطني في غدامس الذي ترعاه البعثة الأممية، فظهرت احتمالية حدوث سيناريو جديد ربما يستبعده الكثيرون وسط التحرك القوي والجاد على الأرض من قبل الجيش الوطني وما يقابله من تشكيلات أخرى، يتمثل بمناورة قام بها المشير بعد أن فشلت جميع الملتقيات وآخرها لقاء باليرمو في إنهاء الانقسام السياسي ورأب الصدع وردم الهوة الحاصلة في الداخل السياسي، وبناء على هذه المعطيات فإنه قد يسير المؤتمر المزمع عقده في غدامس نحو الفشل كسائر اللقاءات السابقة، فجاء تحرك المشير بمناورة “سلاحها العاصمة” للضغط الحقيقي على الأطراف السياسية ووضعهم تحت الأمر الواقع بأن الخطر أصبح داهما وماثلا فعليكم أن تعجلوا بحل الأزمة وأمامكم فرصة أخيرة وهي الملتقى الوطني الجامع.
فإن صح هذا الاستشراف فسنشهد تريثاً وتباطؤا في تحرك الجيش، لعل السياسيين يستثمرون هذه الفرصة إن تحققت لتجنيب البلاد الانزلاق في حمم بركان جارف وجمر حرب حارق.