حفتر: سندخل طرابلس عاجلاً وليس آجلاً
أكد القائد العام للجيش الوطني، المُشير خليفة حفتر، أن قوات الجيش ستدخل العاصمة طرابلس عاجلاً وليس آجلاً، لتخليصها من المجموعات الإرهابية التي تُسيطر عليها وتستنزف مُقدّرات أهلها وجميع الليبيين، تحت راية المجلس الرئاسي.
وأشار حفتر خلال حوار مُطوّل مع “اندبندنت عربية” إلى أن المجموعات المُسلحة التي تحكم العاصمة تمتلك كميات كبيرة من الأسلحة، كانت قد كدّستها طيلة السنوات الماضية، عندما كان الجيش الوطني مُنشغلاً بتحرير بنغازي ودرنة والمنشآت النفطية من الإرهاب، إضافة إلى الدعم الخارجي الكبير الذي تتلقاه هذه المجموعات من قبل دُول تدعم الإرهاب والفوضى في ليبيا.
وتطرّق القائد العام للجيش الوطني إلى حِرصه على سلامة وأرواح المدنيين الأبرياء في طرابلس، مُؤكداً أن حسم المعركة يرتبط ارتباطاً مُباشراً بهذه النقطة، لكون الخطة التي تسير وفقها العملية العسكرية تُعطي الأولوية للحفاظ على أرواح وممتلكات أهل العاصمة، لافتاً إلى أن قوات الجيش نجحت في استدراج المجموعات المسلحة طيلة الأشهر الماضية خارج العاصمة.
وعما إذا كانت معركة طرابلس أمراً حتمياً أم خياراً، شدد المُشير على أن الجيش الوطني حاول تجنّب الخيار العسكري بشتى الطرق، إلّا أن المُجرمين الذين يُسيطرون على طرابلس رفضوا منطق السلام وطريقه واختاروا الحرب، وأضاف: “ظهرت مجموعات مسلحة ميليشياوية انتشرت في كامل أرجاء المدينة وهي التي تصدر الأوامر للمجلس الرئاسي لتوفير المال والسلاح لها كما استجلب الرئاسي المرتزقة بالآلاف وينفق عليها مئات الملايين لتحارب في صفوف الميليشيات”.
وعن المجموعات التي يُحاربها الجيش الوطني، قال القائد العام “إنهم مُصنّفون ضمن ثلاثة أنواع وهي: مجموعات إرهابية تحمل أفكاراً متطرفة وتتستّر برداء الدين وتنتمي إلى تنظيمات إرهابية كالإخوان المسلمين وداعش والقاعدة والجماعة الليبية المقاتلة، ولها فروع عدّة تحت مسميات مختلفة”، مُشيراً إلى أنها استغلت فترة الفوضى التي شهدتها البلاد عقب سقوط النظام السابق وتغلغلت في مفاصل الدولة ومواقع صنع القرار بهدف فرض أيديولوجية متطرفة تستند إلى مراجع تكفيرية وتعمل على تحويل ليبيا إلى إمارة إسلامية.
وعن المجموعة الثانية، أوضح حفتر أنها لا تحمل أي أيديولوجية ويظل المال هو الهدف الأساسي لها، وهي تتألف من أعداد كبيرة من الشبان الذين استهواهم جمع المال بالقوة، فيما وصف النوع الثالث من المجموعات المسلحة التي يُقاتلها الجيش، بـ”المرتزقة الذين يستجلبهم المجلس الرئاسي من بعض الدول الأفريقية ويدرّ عليهم أموالاً طائلة لمحاربة الجيش، وليس لهم من هدف سوى المال”.
وطالب المُشير برفع حظر توريد السلاح عن الجيش الوطني فوراً واتخاذ إجراءات صارمة تمنع تدفّق السلاح لدعم الإرهابيين في ليبيا، مؤكداً أنه لولا هذا الحظر لتمكن الجيش من القضاء على الإرهاب منذ سنوات وبتكاليف أقل بكثير.
وتحدث حفتر عن الاتهامات التي تُوجّه للجيش الوطني بحصوله على دعم خارجي، قائلاً إنه “إذا كان دعم محاربة الإرهاب تهمة فنحن والدول التي تقف إلى جانبنا نقبلها بكل امتنان وسرور”، لافتاً إلى الخطر الجسيم الذي يُشكله انتشار المجموعات الإرهابية في ليبيا على الأمن القومي لعدة دُول، كون الإرهاب لا حدود له، وهو ما يُؤكد أن محاربة الإرهاب تتطلب تظافر الجهود الدولية والتعاون الأمني والاستخباراتي المشترك.
واختتم القائد العام للجيش الوطني حواره بالحديث عن نظرته التفاؤلية لمُستقبل البلاد، مُعبراً عن تطلعه إلى عصر جديد يمحو كل ما قبله، يخلو من العنف والتطرف والكراهية، وينعم فيه الليبيون بسلطة القانون ولا يُشهر فيها السلاح في وجه المواطن لقمعه أو المساس بكرامته، بل يُستخدم للدفاع عنه وعن كرامته وحفظ أمنه.