حصار دولي يُضيق الخناق على الوفاق
حصار دولي يضيق الخناق على أنفاس الوفاق.. هكذا بدت المعطيات الأخيرة على الساحة الليبية لكثيرين، تزامنا مع تطورات متلاحقة وضعت الحكومة المتمسكة بيديها المرتعشتين بقشة الـ”معترف بها دوليا”، تحت المجهر.
البداية من التصدع الكبير بأروقة مجلس الأمن حول موقفه من تحرك الجيش الوطني نحو العاصمة، وعجزه عن صياغة قرار يدين الجيش أو يوجهه حتى بوقف القتال في المواقع التي يسيطر عليها في ضواحي العاصمة، الأمر الذي يفرض استفهامات كبيرة حول مكانة الوفاق لدى المجتمع الدولي ومدى ثقته بها. وإلى حادثة استهداف المهاجرين التي ما إن حاولت أبواق الحكومة الهشة تحويلها لإدانة مباشرة للجيش، حتى جاءت الصدمة من تقرير أصدرته الأمم المتحدة تؤكد فيه تورط مجموعات مسلحة بإطلاق الرصاص على مهاجرين حاولوا الفرار من الضربة الجوية، لينقلب السحر على الساحر.
وبالحديث عن الإرهاب.. الشغل الشاغل لأكبر دول العالم، فإن الوفاق ستلوح بيد طويلة لتقول مجددا “أنا الحلقة الأضعف”. فبعد تأكيد الرئيس المصري لنظيره الأميركي دعم بلاده لجهود الجيش الوطني في مكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيمات والميليشيات المسلحة التي طالما أكد الجيش أنها هدف رئيسي لحربه في طرابلس، رأى كثيرون أن السيسي “أوجع الوفاق” بقوله إن تهديدها يتخطى حدود ليبيا إلى الأمن الإقليمي ومنطقة البحر المتوسط.
بهذه المعطيات، يبدو أن حكومة الوفاق باتت رهانا خاسرا لدى الكثير من الدول التي سبق أن دعمتها، قبل أن تجد فيها الضعف وقلة الحيلة.