“حزم أمني عسكري” لضبط أوضاع الجنوب
تقرير 218
في سنوات خلت كان المسؤولون يسارعون إلى تشكيل غرفة مشتركة كلما حدث اضطراب أمني، تنجح الغرفة في بادئ الأمر بفعل الاندفاع، لكن سرعان ما تخبو نار الحماسة التي كانت متأججة وتستبدل بحالة فوضى على مستوى التنسيق والقيادة والدعم فلا يرى المواطن لا أمناً ولا أماناً.
لهذه المقدمة نماذج كثيرة، بالأخص في طرابلس، وبنغازي قبل عملية الكرامة، اليوم نرى الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المؤقتة مع العسكرية التابعة للقيادة العامة تنسق فيما بينها بشكل أكثر جودة وحرفية، والنتائج كانت حالة أمنية أفضل من سابقاتها في بنغازي، وفي درنة أثناء وبعد انتهاء المعارك، وفي الجنوب كذلك بدليل انخفاض نسبة الجريمة بحسب مصدر عسكري هناك. هذه النماذج غير الفاشلة أحرجت حتى أصحاب الترتيبات الأمنية في طرابلس التي جاءت من خلفيات دعم أممي لا محدود.
وبالنظر قليلا إلى سبها كنموذج يعكس أن التنسيق بين الأمنيين والعسكريين جيد جداً، فالمخاوف من اندلاع حرب قبلية تأكل الأخضر واليابس قد تم تبديدها حينما احتوت الأجهزة الأمنية والعسكرية الوضع مبكراً، قادة عسكريون أفادوا لـ218 بأن التواصل لا ينقطع وبأن كل الأوامر تنفذ بحذافيرها لإنجاح الخطة الأمنية الموضوعة في سبها وفي مدن أخرى، على عكس الصورة السابقة حين كانت القيادة لدى الكل، يريدون أن يتحكموا وأن يصبح حكمهم نافداً.