(حزب الجبهة الوطنية) قد يتسيّد السياسة الفرنسية
باستثناء مشجعي تنظيم الدولة، من الصعوبة بمكان أن ترى في باريس من قد يجد أسبابا للابتسام بعد هجمات الجمعة الشنيعة، في المواقع الهجمات، وعند قصر الجمهورية بالقرب من قاعة "باتاكلان" الموسيقية، أشعلت الشموع، وتُركت بطاقات تعاطف، ووُضعت باقات ورود من قبل أشخاص ينتحبون علنا. لكن إذا كان لأية جماعة أسباب للتفاؤل، فلن تكون سوى جبهة اليمين المتطرف (FN) التي تقودها الكارزمية ماري لو بان.
لقد حذرت "لو بان" عديد المرات من الخطر الذي يمثله الإسلاميون المتشددون، وعبرت عن مخاوفها من أن فرنسا لا تسيطر على حدودها بشكل مناسب. وهجمات الجمعة التي نفذها مسلحون يرتبطون بتنظيم الدولة، وواحد منهم على الأقل ثبت بأنه وصل إلى فرنسا كلاجئ ــ لن تقدم سوى المزيد من القوة لرأيها. مع قرب إجراء الانتخابات المحلية بعد ثلاثة أسابيع، ويخشى المعتدلون من تحقيق حزب الجبهة الوطنية لمكاسب تاريخية.
عملت ماري لو بان على تلميع صورة حزبها والابتعاد بها بعيدا عن شعارات والدها "جين ـ ماري لو بان" أول رئيس للحزب. لكن في يوم السبت خرجت بنبرة حادة خلال مؤتمر صحفي عُقد بعد الهجمات بساعات، ووصفتها بـ "تصعيد للإرهاب الإسلامي" وأصرت على ضرورة سيطرة بلادها على حدودها وبالتالي سحق الإرهاب.
في مقاطعة "لو مارياس" في باريس، وهي تاريخيا منطقة يهودية، أعرب عديد الناس عن قلقهم من حصول حزب لو بان على زخم بعد مأساة الجمعة. تحت زعامة والد لو بان، اشتهر حزب الجبهة الوطنية بعدائه العنيف للسامية. وقال تاجر يهودي ـ51ـ عاما لم يود تسميته سوى بـ "جيروم" بأنهشاهد في موقع يوتيوب، مقاطع ممنتجة لزعيمة الحزب وهي تفرك يديها ببعضهما. وأن الفيديو يشير إلى أنها تعبر عن بهجتها لما حدث يوم الجمعة.
ورغم أن أقليات فرنسا العرقية من اليهود وغيرهم قلقون من تحقيق الحزب اليميني لأرباح، إلا أن مشجعي الحزب يجدونها مناسبة للاحتفال. فقد كان جين ـ كلود فلاجولت عضوا في الجبهة الوطنية منذ 1974، وهو متقاعد الآن. ويقول الضابط البحري السابق ـ 65 عاما ـ بأن حزبه سيكون المنقذ لفرنسا.
" الهجمات كارثية للبلاد" يقول فلاجولت. " لكن حكومتنا كارثية أيضا، فهي لا تسيطر على الحدود."وأضاف بأن ما يجذبه لحزب لو بان، هو أنه لا يشبه من في السلطة الآن "الذين لا يملكون حلا، ولا يتزحزحون من مواقعهم."
فنّد فلاجولت أقوال ناقدي الحزب القائلين بأنه لا يجتذب سوى العنصريين، والخائفين من الإسلام ، يقول: " هناك الكثير من العنصريين في كافة الأحزاب، أنا أحمل مشاعر قومية فقط، ولكن ما يزعجني هم المسلمون الأصوليون."
لكن عندما يُستحثُّ للحديث حول ما يجب أن يحدث في فرنسا لمنع التطرف العنيف، يعلن فلاجولت عن آراء قد تبدو حادة للبعض "يجب أن نسحب الجنسية الفرنسية من الإسلاميين المتشددين، ونعيدهم إلى بلدانهم الأصلية، ويتعين علينا أيضا أن نستعيد السيطرة على حدودنا."
هذا الرد العنيف على الأحداث من قبل فلاجولت ومشجعي الجبهة الوطنية عبر عنه أيضا الرئيس هولاند بعيد الهجمات، حيث وصفها بأنها "إعلان حرب" وربما كان يستبق ردود أفعال من "لو بان" وخصمه الآخر ، الرئيس السابق ساركوزي زعيم حزب يمين الوسط. عندما أضاف أن "فرنسا ستقود الحرب وأنها ستكون حربا بلا هوادة." وبالفعل فقد بدأ الطيارون الفرنسيون هجمات جوية على الرقة، عاصمة الأمر الواقع لتنظيم خلافة الدولة الإسلامية.
وفي الوقت الذي يستعد هولاند للمعركة، تجهز الجبهة الوطنية نفسها كذلك. حيث ترتفع أسهمها في استطلاعات الرأي، ومن المحتمل أن تصل لو بان إلى المنافسة الأخيرة على منصب الرئاسة في انتخابات 2017 وإذا ما حققت أداءً جيدا في الانتخابات المحلية القادمة، فإن ذلك سيضعها على الطريق لبلوغ هدفها.
ويقول "واليراند دو سينت" الذي يطمح في الحصول على مقعد البرلمان عن باريسبـ "أنه متأكد من حصول حزبه على المزيد من الأصوات، وأن حزبه لديه حلول لكل مشاكل الإرهاب"
أما الحل الذي تتحدث عنه الجبهة الوطنية فهو السيطرة المحكمة على حدود فرنسا، والعمل بقوة ضد الأصولية الإسلامية، وتحسين مستوى الأمن، وعدم القبول بمزيد من المهاجرين، لأن بعضهم قد يكونون إرهابيين."
مقال مترجم عن :