حرب ليبيا.. نموذج يختلف عن أي حرب سابقة
تقرير 218
أساطيل الطائرات من دون طيار طويلة المدى تقوم بضرباتها، والهجمات الإلكترونية تعلن نهاية الحكومات، وأصبحت الدعاية الإعلامية على الوسائط الاجتماعية رائجة للغاية.
الحرب في ليبيا تحولت إلى حالة من الجمود الدامي، حيث قتل أكثر من ألف مقاتل وجرح الآلاف في الصراع الحاد الذي تدوم رحاه منذ أمد بعيد.
الداعمون الأجانب متورطون في تأجيج الصراع عبر الدعم الدبلوماسي ، والمعدات العسكرية ، والمرتزقة والعسكريين ، بل وحتى العمل العسكري المباشر.
في غضون 6 أشهر باتت الطائرات من دون طيار الدعامة الأساسية للصراع في ليبيا، أكثر من 900 مهمة قامت بها طائرات بدون طيار حسب غسان سلامة قام بها طرفا النزاع تنوعت أهدافها بين المراقبة، والضربات الاستراتيجية بعيدة المدى التي تستهدف مستودعات الأسلحة والمطارات ، والدعم الجوي المباشر للوحدات الموجودة في القوات البرية.
وإلى جانب هذه النقلة النوعية في السلاح المستخدم برزت هجمات الكترونية على الساحات الافتراضية حيث وقع الحادث الأكثر انتشارا في أغسطس عندما تم اختراق حساب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق على تويتر، وتم نشر بيان كاذب أعلن الرئاسي فيه انسحابه من المشهد وفي حادثة أخرى قام أحد القراصنة الالكترونيين بإغلاق حسابات وسحب معلومات نشرها مستخدمون على الإنترنت تعرض بالتفصيل النشاط التركي في ليبيا.
كما نشر بعض القراصنة في وقت لاحق وثائق سرية لقوات الجيش الوطني ومعلومات جوازات السفر للمسؤولين الحكوميين التي تم جمعها عبر اختراقات للأجهزة الحكومية وحسابات بعض المسؤولين وبالنظر إلى الأهمية المتزايدة لوسائل التواصل الاجتماعي – في كل من ليبيا والعالم – فإن تحقيق السيطرة وتسيير المعارك فيها يحقق نتائج أكبر وشهد الصراع في ليبيا موجة من الدعاية والمعلومات المضللة في الوقت الذي يسعى فيه كل من الجيش الوطني وقوات الوفاق، والداعمون الأجانب، إلى تشكيل الرأي العام لصالحهم.