حرب طرابلس.. “المواطن الصحافي” ينتصر
218TV | خاص
لكل “حرب أو أزمة” في ليبيا يظهر “جانب مشرق”، فقد هزم الليبيون كل مساعي العقيد معمر القذافي في “وأد الصحافة الليبية”، فما إن أُزيح نظامه الذي جثم على صدور الليبيين نحو أربع عقود حتى سادت ظاهرة “المواطن الصحافي” التي تجتاح موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إذ تنتشر آلاف الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها مواطنون على صفحاتهم من “قلب الحدث”، إذ تفوق ناشطو موقع “فيسبوك” على العديد من الصحف والقنوات ووكالات الأنباء التي حاولت مواكبة الحدث الليبي، لكن ظاهرة “المواطن الصحافي” لوحظ إنها انتصرت في الساعات الأولى ل”حرب طرابلس”.
“المواطنون الصحافيون” الذين أطلقوا سباقاً في “نقل الحدث الليبي” إلى العالم لم ينسوا أن يواكبوا آخر تقنيات “الصحافة الإلكترونية” حينما أطلق العديد منهم “بثاً مباشراً” تحت القصف والدخان، ونقل المعدات العسكرية للفصائل المتصارعة في العاصمة، قبل أن ينتقلوا لرصد أضرار القصف العشوائي على منازل الآمنين، إذ لوحظ أن قنوات ووكالات أنباء دولية قد استخدمت المقاطع التي صوّرها مواطنون ب”امكانياتهم المتاحة”.
في وجه “الجانب المشرق” لـ”ظاهرة الصحافي المواطن” لوحظ أن قنوات فضائية محلية كانت تمارس نوعاً من التحايل على الأحداث في محاولة لتوجيهها وفقا لـ”هوىً سياسي محدد”، فيما لوحظ أن وسائل إعلامية ذهبت إلى حد “استخدام مقاطع قديمة” على أنها ضمن سياق الصراع الدموي في العاصمة طرابلس، علما أن قنوات ليبية عدة قد مارست أقصى درجات “الموضوعية والواقعية”، فيما فضَلت قنوات أخرى التضحية بالعديد من “الخبطات الصحفية” في تغطيتها لأحداث طرابلس في محاولة لتوفير “قصة واقعية” لليبيين، بعد سلسلة من الإجراءات المهنية للتأكد من المعلومة قبل بثها.