حرب “الكبير وصنع الله”.. آخر مسمار في نعش الإصلاحات؟
تقرير 218
بعد مرور أكثر من عامين على تطبيق الإصلاحات الاقتصادية، التي أطلقها المجلس الرئاسي ومصرف ليبيا المركزي؛ ما زالت قيمة الدينار متأرجحة عند مستويات غير مطمئنة أمام العملات الأجنبية في السوق السوداء؛ حيث سجّلت قيمة الدولار الساعات الماضية حركة تداول قريبة من تلك التي كان عليها قبل “الإصلاحات النقدية”، كما يحب أن يسميها المراقبون، مع تأرجح قيمة الدينار أمام الدولار عند مستويات أعلى من ستة دنانير منذ أشهر، ولم تشفع له عودة إنتاج وتصدير النفط وارتفاع مستويات الإنتاج إلى أكثر من مليون و200 ألف برميل.
تفسيرات خبراء الاقتصاد لارتفاع قيمة العملات الأجنبية أمام الدينار تزامنًا مع ضخّ النفط والهدوء العسكري في البلاد؛ حملت في طياتها، إشارة للخلاف الحاصل بين المصرف المركزي بقيادة المحافظ الصديق الكبير ومؤسسة النفط برئاسة مصطفى صنع الله حول ملف إدارة إيرادات مبيعات النفط والغاز إلى جانب عدم نجاح الإصلاحات الاقتصادية، التي وصفها المراقبون بـ”المبتورة” بسبب عدم قدرتها على معالجة المشكلات الاقتصادية المصاحبة وانقسام مجالس الإدارة في المؤسسات النقدية والمالية.
وقد تزامن هذا مع مطالبات كثيرة من قبل الاقتصاديين بضرورة توحيد سعر الصرف، إذ يمنح المصرف المركزي الدولار لبعض المؤسسات الحكومية بسعر دينار و40 قرشًا.
ويتم تطبيق الرسم على مبيعات النقد الأجنبي للأغراض التجارية، إذ تصل قيمته 3,65 دنانير فيما يبلغ سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى مستويات تصل إلى الضعف؛ الأمر الذي ساهم في عمليات فساد واضحة في عمليات الاعتمادات وتمرير النقد الأجنبي للسوق السوداء.
ويطالب المواطنون، بشكل دائم، المصرف المركزي؛ بالتغلب على المشكلات المستمرة منذ سنوات، ومن بينها إيجاد حلول لشحّ السيولة النقدية، وهي التي فشلت الإصلاحات في حلّها حتى اللحظة.