حرب الطائرات المسيّرة تُشعل الشرق الأوسط
ترجمة 218
قالت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية في تقرير لها إن الهجوم على منشآت النفط في السعودية يكشف مخاطر اندلاع حرب الطائرات المسيرة في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية كانت تعلم قبل الهجوم على منشآتها النفطية الذي أوقف نصف إنتاجها من النفط، أنها عرضة للهجمات بالطائرات المسيرة، وأن جماعة الحوثي في اليمن دأبت على إطلاق هذا النوع من الطائرات إلى جانب الصواريخ على المطارات السعودية، ومحطات تحلية مياه البحر، ومخازن النفط خلال الثمانية عشر شهرا الأخيرة.
قال أحد المسؤولين التنفيذيين في صناعة الدفاع إن التهديد المتزايد دفع بالعديد من الهيئات السعودية – من شركة أرامكو السعودية ، شركة النفط الحكومية، إلى الدفاع الجوي والموانئ وسلطات الطيران المدني – إلى التواصل مع الولايات المتحدة وأوروبا للحصول على أنظمة دفاعية مناسبة.
لا تزال تفاصيل هجمات الأسبوع الماضي على بقيق، وهو مركز لتكرير الخام، وعلى حقل خريص النفطي، غامضة: وفي يوم الأحد، قال متمردو الحوثيين إنهم استخدموا 10 طائرات بدون طيار للقيام بالهجوم. لكن واشنطن ألقت باللوم على إيران، التي تتهمها الولايات المتحدة والسعودية بتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار.
وقال مسؤول أمريكي لصحيفة “فاينانشيال تايمز” يوم الثلاثاء إن المخابرات الأمريكية أشارت إلى أن الضربات تشمل أيضًا أسلحة طويلة المدى، مما يزيد من احتمال أن تكون صواريخ كروز لكن المملكة السعودية لم تدعم حتى الآن مثل هذه الادعاءات وتنفي إيران أي تورط لها.
وفي كلتا الحالتين، أصبحت الطائرات المسلحة بلا طيار أحدث سلاح في الشرق الأوسط ومع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران ، صعد الحوثيون المتحالفون مع إيران الهجمات عبر الحدود الجنوبية للسعودية. ويشكل هذا السلاح الرخيص الذي يمكنه التهرب بسهولة من أنظمة الإنذار الجوي تحديًا دفاعيًا جديدًا لأكبر مصدر للنفط في العالم.
وقال بلال صعب ، مدير الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط في واشنطن ومستشار سابق في البنتاغون: “هذا هو بدء حرب الطائرات بدون طيار في القرن الحادي والعشرين في الشرق الأوسط”. وأضاف “في هذا السباق ، الميزة هي للخصم ، لأن ردودنا ليست فعالة.”
وقال مصدر عسكري للصحيفة، إن مخاطر الطائرات المسيرة دفعت مؤسسات سعودية عديدة من بينها شركة أرامكو والمطارات إلى مطالبة الولايات المتحدة وأوروبا بالمساعدة في التصدي لمثل هذه الهجمات. وأضاف “أصبحت الطائرات المسيرة السلاح المفضل في الشرق الأوسط مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعدما كثفت جماعة الحوثي الحليفة لإيران في اليمن هجماتها على السعودية”.
وقال أيضا: “الطائرات المسيرة رخيصة الثمن وخفيفة الحركة يسهل عليها الإفلات من أجهزة المراقبة، لذلك فإنها تشكل تحديا كبيرا للسعودية التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، وواحدة من أكبر الدول استيرادا للأسلحة وتشكل تحديا لبقية دول الشرق الأوسط”.
وختمت الصحيفة أن العراق والسعودية والإمارات تستورد الطائرات المسيرة من الأسواق الدولية مثل الصين، أما دول إسرائيل وإيران وتركيا فتصنع طائراتها المسيرة محليا.
وأضافت الصحيفة أن أنظمة الدفاع المضادة للطائرات المسيرة باهظة الثمن، وتتطلب برامج تشويش جوي وبرامج تحديد مواقع الطائرات ثم صواريخ لتدميرها في الجو.