“جُثث سرت” تفتح النار البريطانية على “بوريس جونسون”
قد يكون وزير الخارجية البريطاني “بوريس جونسون” اعتاد على الانتقادات الحادة التي يوجّهها إليه السياسيون والبرلمانيون في بلاده، تماما كما اعتاد على اصطياد منتقديه لعثراته الكثيرة في معظم تصريحاته التي يراها البعض مستفزة، حتى أنه اليوم عزف على الوتر الحسّاس المرتبط بمفردة “الإنسانية”، فقادته تصريحاته الأخيرة أمام المؤتمر العام لحزب المحافظين إلى الوقوف مجدّدا في قلب العاصفة.
انصبّت تصريحات “جونسون” حول الشركات البريطانية القادرة على تحويل “سرت” إلى “دبي” أخرى بمجرد تخلّص المدينة الليبية من “الجثث” حسب وصفه، ما أدى إلى علوّ أصوات في الداخل البريطاني تطالب رئيسة الوزراء “تيريزا ماي” بإقالته، ومن هذه الأصوات “جو سويتسون” النائبة في الحزب “الليبرالي الديمقراطي” التي قالت إن “جونسون” ليس أهلا للمنصب وعلى “ماي” أن تقيله، أما وزيرة الخارجية في حكومة الظل “إيميلي ثورنبيري” فقد قالت إن حديث “جونسون” عن “الجثث” وعن الموتى كمزحة هو أمرٌ “فظّ” للغاية ودرجة القسوة فيه لا تُصَدّق.
لم يلتزم الوزير البريطاني الصمت، بل سارع إلى الرد على منتقديه بسلسلة من التغريدات على حسابه في “تويتر”، وقال إن حديثه عن “الجثث” إنما كان يقصد بها جثث عناصر تنظيم “داعش”، وقال أيضا إنه من العار على من لا يعرفون خبايا الوضع في ليبيا أن يتكلموا عن الأمر، لكن منتقديه لازالوا يهزّون بتعليقاتهم الأرض التي يقف عليها “جونسون”، فهل ستكون نهايته السياسية في الدبلوماسية البريطانية على أنقاض مدينة “سرت” الليبية؟