جوهر المشكلة الليبية
عبد العظيم البشتي
لا أعتقد إن كل الوطنيين في بلادنا يختلفون في تشخيص جوهر المشكلة الليبية ، ومع ذلك لقد أثبتت السنوات الماضية إننا نختلف للأسف الشديد في طريقة التعامل معها وعلاجها .
برأيي أن مشاكلنا متعددة ، لكن يبقى جوهرها هو الارهاب بمختلف مسمياته ، وكذلك كل الميليشيات المنتشرة كالفطر في ليبيا ، والتي تتخذ مسميات كثيرة وذرائع متعددة لوجودها
لذا على كل القوى الوطنية برأيي أن تتفق على حصر المشكلة مؤقتا في هذين السببين ونؤجّل خلافاتنا على ماعداهما ، ونعمل على أن نتفق على سُبل مواجهة هؤلاء ، والذي برأيي ينحصر – وكما طالب الليبيون جميعا – ومنذ 2012 ، في ضرورة العمل وسريعا على دعم مؤسستي الجيش والشرطة ، ولكن ليس بإضفاء هذه المسميات عل كيانات لا تعدو أن تكون ميليشيات ، بل بأن يتم استيعاب هؤلاء أو البعض منهم ممن يرغب في الانتساب إلى هاتين المؤسستين ، لكن ذلك يجب أن يتم بشكل قانوني ووفق القوانين واللوائح المعمول بها في هاتين المؤسستين ، حسب المستوى الدراسي ، وبأرقام وبشكل فردي وأن يخضعوا للتدريب الضروري ، وأن يكون ولائهم للوطن فقط وليس لأيديولوجيات أو مناطق .
نحن لدينا نواة للجيش الآن ، لذا علينا أن نستمر في تنظيمه بشكل حقيقي وقانوني ، وأن يخضع للتراتبية وأوامر القيادة الأعلى ، هذا الجيش يجب أن تكون له قيادة عليا ورئاسة أركان ووزير دفاع وقائد عام وقائد أعلى للقوات المسلحة ، وأن تكون القيادة العامّة ووزير الدفاع تحت سلطة القيادة المدنية ، وأن تكون لهذا الجيش الوطني فروع في كل أنحاء الوطن ، وأن يبدأ ويستمر التدريب في كليات ومراكز تدريب رسمية ومؤهلة .
كل هذا نتمنى أن يتم الاتفاق عليه بعد أن يتم الانتهاء من الحوار السياسي الذي نأمل أن ينتج عنه توافق على سلطة مدنية تمثل كل الوطن ، لترسيخ بناء مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية التي ثار شعبنا وتحمّل التضحيات الجسام من أجلها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلا عن صفحته الشخصية- فيسبوك