جورج ليون و”غلطة 1976″
عبدالوهاب قرينقو
في مقالةٍ صحفية غير موقّعة عن أكلة ليبية شعبية نُشرت على موقع 218 يوم الجمعة الموافق 1 ديسمبر 2017 لم يختلف صاحب المادة الصحفية عن غيره من ليبيين انساقوا جميعاً خلف خطأين تحولا فيما يبدو إلى صواب : اسم الكاتب – ولابد أن صاحب المادة وغيره في كثير من دوريات ومواد إعلامية وحتى بحثية يكررون دائماً عكس الحقيقية بالنسبة للاسم الأول للرحالة وحتى لاسم الكتاب ! – نقرأُ في المادة الصحفية:( أما الرحالة الإنجليزي جون فرانسيس ليون، فزار منطقة بني وليد في1818 وذكر بأن الشيخ المرافق لهم قدّم لهم في الليل وجبة بازين) .
..
لطالما كانت الترجمة من معارف وعلوم وثقافات الشعوب الأخرى على مدى التاريخ قيمة حضارية تساهم في البناء الحيوي الراسخ لأي أمة وحسب ما أرى فإن أية هفوة وأي تقصير وعدم التزام الجدية وتوخي الدقة في أعمال الترجمة الكبيرة هو بمثابة الخطأ الفادح مهما كان الجهد المبذول ومهما صغرت الهفوات .. وإن كنا لسنا في مقام الإدانة والمحاكمة فعلى الأقل وجب التنبيه لتعم الفائدة جميع المدن الليبية وحتى مراكز الأبحاث والتوثيق ما صغر منها وما كبر، أكانت قطاع عام أو أهلي .
..
لن أطيل لأنبه الجميع إلى خطأ قد يراه البعض هامشياً وغير مهم ولكنني آراه عكس ذلك، فحين يخطيء مترجم في اسم رحالة صاحب كتاب مهم في تاريخ ليبيا وأفريقيا ولا يكتفي بهذا بل يأخذ جزءاً من الكتاب الأصلي ليسمي به الكتاب كما حدث للكتاب موضوع المقال هنا – لاعتاب علينا إن شككنا حتى في ثبت معلومات الكتاب !!
..
المترجم قام بذلك سنة 1976 دون أن يقدم أن (شغله) عبر الدار العربية للكتاب هو جزء من كتاب وليس الكتاب كاملاً .. وتداول الليبيون مذاك الاسم الخطأ للرحالة المؤلف والعنوان الخطأ لكتابه المهم !! .. ولا أدعي اكتشاف العجلة اليوم أو منذ سنتين ولكنها صدفة على الفيسبوك أظهرت ما كان خافياً وأكتب اليوم هذا المقال لكي يتم تصحيح الخطأين في كل المراجع والتوثقيات الليبية التي انساقت بدون دراية خلف ترجمة مصطفى جودة .
..
الاسم الخطأ للرحالة مؤلف الكتاب هو : “جون ليون” !!
والأسم الخطأ للكتاب هو “من طرابلس إلى فزان”
الذي هو فصل من كتاب وليس كل الكتاب !! .
..
من سنتين أردتُ تجميع معلومات عن مدن ليبية عدة إن لم يك كل المدن الليبية فدخلت أبحث عبر قوقل وكل محركات البحث والمواقع المهتمة، بحثت باللغة العربية عن هذا الإسم: “جون ليون” فلم يظهر إلا المغني “جون لينون” زعيم “البيتلز” الراحل ذائع الصيت .. ثم ظهر الإسم الخطأ “جون فرانسيس ليون” من عدة مواقع ليبية تتحدث عن مدن- كل مدينة تتخذ كتابه مرجعية لعراقتها رغم أنه زار ليبيا في القرن التاسع عشر لا قبل ذلك ! – وما لفت نظري ألا مدينة ولا موقع ولا مركز أبحاث ولا جامعة فيما يبدو بحث عن الكتاب الأصلي الكامل والاسم الصحيح سواء للكتاب أو لصاحبه ! .
..
في 23 مارس، 2015 بعد بحث غير مجدٍ عبر النت كتبت نداءً عبر البوست التالي أطلب مساعدة الأصدقاء خاصة المطلعين أكثر على المحتوى الانجليزي في الشبكة والضليعين أكثر في لغة العصر .. نعم .. كتبتُ البوست التالي :
( “جون فرانسيس ليون” .. الرحالة الانجليزي .. صاحب كتاب : “من طرابلس إلى فزان” .. زار ليبيا في القرن التاسع عشر .. زار ليبيا سنة 1818 .. لا أثر لكتابه الكترونياً مع أن هذا الكتاب من أهم الكتب الاستكشافية عن ليبيا.. الغريب حتى في موسوعة الويكبيديا لا يظهر وإنما تظهر صفحات لعدة مدن ليبية كل مدينة انتقى ناشطوها الجزء الذي تكلم فيه عن مدينتهم أو منطقتهم أو قبيلتهم !! .. حتى في البحث باللغة الانجليزية لن تجد عنه شيئاً إلا من خلال صفحات ليبية أنانية !! ) .
..
بالامكان جداً أن أكتب الآن الاسم الصحيح وعنوان الكتاب الأشمل ولكنني أتوغل بكم لتقدروا معي تعب البحث لثلاثة أيامٍ عبر المواقع وفي المقابل مقدار السنوات الطويلة من 1976 إلى 2015 وربما إلى يومنا هذا، التي اقتنع خلالها الجميع بكتاب اسمه من طرابلس إلى فزان وصاحبه رحالة بريطاني يدعى “جون ليون” .. من أراد أن يواصل سيعرف الأسمين الصحيحين خلال حوار التعليقات من مدونين وأصدقاء ومهتمين تفاعلوا مع البوست وبحثوا معي ولعل الشكر في المقام الأول لصديقين من أميركا أظهرا لي معاً ماهو صحيح وأزالا الغشاوة، هما المهندس في مجال النفط والمهتم بالثقافة الوطنية “نجيب بشير” أصيل مدينة هون والمقيم منذ سنوات طويلة في أميركا والثاني هو الصديق ديفيد هيرش رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط بالمكتبة المركزية بجامعة كاليفورنيا والذي يجيد اللغة العربية تماماً .. وستلاحظون إفادتهم لي ولكل من استعمل التسميتين بشكل خاطيء طيلة سنوات .. وهنا الحوار:
تعليقات 23 مارس 2015 :
Naser Esad : هذه مهمتك أخي عبدالوهاب،البحث عن نسخة من الكتاب،وتخزينه إلكترونياً لعل تتم ترجمته في المستقبل ،، و شكرًا
..
عبدالله زاقوب: استغرب هذا .. فالكتاب تُرجِمَ منذ سنوات بعيدة، ويحوي معلومات طريفة.
..
نجيب بشير: جورج وليس جون
نجيب بشير:الكتاب موجود بسعر $25 – خمسة وعشرون دولار
..
Abdullah Zagoop: أخي نجيب .. المؤلف اسمه جون فرنسيس ليون ومترجم النسخة التي بين يدي هو الدكتور “مصطفى جودة” .. صادر عن الدار العربية للكتاب عام 1976 م .
..
نجيب بشير: والله ؟!
نجيب بشير :تمت الترجمة من الإنجليزية : جورج فرانسيس لايون .
نجيب بشير: جورج فرانسيس ليون (1795-1832) :
George Francis Lyon
Watch this page
George Francis Lyon (1795–1832) was a rare combination of Arctic and African explorer. By all accounts a fun loving extrovert, he also managed to be a competent British Naval Officer, Commander, explorer, artist and socialite. While not having a particularly distinguished career, he is remembered for the entertaining journals he kept and for the watercolor paintings he completed in the Arctic.
..
وهنا تعليق ربما لاعلاقة له بالموضوع نورده لأمانة النقل :
عبدالسلام احميدة : فيه كتاب آخر لمؤلف ايطالي سنة 1913 . 1917 . عنوانه فزان جغرافيا و ديموغرافيا . كتاب قيم جدا . كان موجود في احدي المكتبات الجامعية في طرابلس سنة 1995 و بحتث عنه مرة اخري سنة 1998 لم أجده .
..
تعليقات 24 مارس، 2015م :
عبدالوهاب قرينقو : يا Naser Esad إن الكتاب موجود ومترجم منذ زمن طويل باللغة العربية وكما أشار صديقنا الشاعر Abdullah Zagoop وسبق وأن أستعرتهُ منهُ .. ولكن الكتاب ليس موجود الكترونياً على النت باللغة العربية وأعتقد أنه غير موجود حتى باللغة الانجليزية .. من هنا على الضليعين أكثر باللغة الانجليزية أن يبحثوا معنا عن نسخة انجليزية على النت ع الاقل ..
تعليقات 26 مارس 2015 م :
عبدالوهاب قرينقو :
أخي نجيب بشير هل في الأمر ثمة تشابه أسماء فلقد قرأتُ المقتطف الذي كتبته في تعليقك هنا عن جورج ليون – وحسب انجليزيتي “المعقولة” والتي بالتأكيد لاتضاهي لغتك الانجليزية ودخلت لصفحته في الوكبيديا ولم أجد ما يشير لكتابه من طرابلس إلى فزان الذي أشار إليه صديقنا الباحث Abdullah Zagoop والذي ترجمه الدكتور مصطفى جودة .. وقد صدر عن الدار العربية للكتاب عام 1976 .. وكما أشار صديقنا عبدالله أن المؤلف اسمه ” جون فرنسيس ليون ” .. من هنا أخي نجيب هل يعقل أن الدكتور مصطفى جودة قد أخطأ سنة 1976 هذا الخطأ الكبير في نقل إسم الرحالة وقد ترجم من الأصل الانجليزي ؟!! .. إلا إذا كان ثمة احتمال أن للرحالة أسمين مختلفين !! وسبق لي أن أستعرت الكتاب من عبدالله سنة 2004 تقريباً والرحالة هو انجليزي وأظن مما قرأت عنه أنه من لندن وقد زار هون وودان وقبلهما سوكنة التي كانت المدينة الثانية في فزان بعد العاصمة مرزق .. ووصف كل مشاهداته في المدن الليبية التي زارها في الطريق بين طرابلس ومدن وبلدات فزان مثل طرابلس والأصابعة وزليتن وبني وليد والقطرون وزويلة.. وأتمنى منك يا نجيب تترجم لنا بعض ماجاء عن جورج وتتأكد إن كان هو جون أم لا .
..
عبدالوهاب قرينقو : عذراً أخي نجيب بشير الآن وجدتك تقول في تعليق أن :(الكتاب موجود بسعر $25 ) !! هل تقصد موجود في المكتبات لديكم وبالانجليزية ؟؟؟ أم موجود مترجماً على النت ؟؟ أو موجود على النت بالانجليزي ؟؟ وهل هو “من طرابلس الى فزان” ؟؟ وهل وجدته بأسم جورج وليس جون ؟؟؟
..
عبدالوهاب قرينقو: جزيل الشكر لصديقنا الأميركي ديفيد هيرش David Hirsch
من جامعة كاليفورنيا الذي أحالني إلى هذا الرابط :
https://archive.org/details/an
A Narrative of Travels in Northern Africa in the Years 1818, 19, and 20;:…
ARCHIVE.ORG
..
ديفيد هيرش :هذا الرابط هو للكتاب الكامل باللغة الانجليزية…والكتاب الشامل عن رحلات جورج فرانسيس ليون إلى أفريقيا الشمالية (أي المعرب العربي) والجزء الذي يشمل رحلته من طرابلس إلى فزان هو جزء صغير من الكتاب الكامل .. إن شاء الله يكون كلامي واضح.
..
عبدالوهاب قرينقو :جزيل الشكر للصديق ديفيد هيرش الذي أرسل لي منذ قليل الكتاب كاملاً نعم لقد تصفحت الكتاب الذي أرسله لي ديفيد وواضح أن المترجم مصطفى جودة وأظن أنه مصري في 1976 لم يترجم الكتاب كاملاً بل ترجم جزء من فصل من الكتاب هو ” من طرابلس إلى فزان ” وهو الجزء المتعلق بليبيا .. والأغرب إننا هنا أكتشفنا الخطأ الفادح لجودة المترجم فأسم الرحالة تبين بما لايدع مجال للشك هو : جووووووووووووووووووووورج وليس جون ..
صح النوم ياليبيين وجميع مواقع المدن الليبية يذكرون أنه جون !!!! .
..
ديفيد هيرش (ساخراً) : أسماء الأجانب كلها متشابهة صح؟! .
..
عبدالوهاب قرينقو: المفترض يا أخي David Hirsch ألا يقع جودة المترجم في هذا الخطأ وأنا أعتبره خطأً فادحاً
..
ديفيد هيرش: المفترض أشياء كثيرة ولكن هيهات !
..
عبدالوهاب قرينقو”ممازحاً”: توا هكي باهي خليتوا الأمريكان يتشمتوا فينا ؟!!!
..
عبدالوهاب قرينقو “وقد أورد صورة جورج”: هاهو جورج مرسوماً عند عودته الى الديار .. جورج وليس جون !!
..
نجيب بشير “ساخراً” : لما قال لك ولد بلادك ان اسمه جورج مش جون ما صدقت إلا لما قالها صاحبك ديفد.. ارجو الاعتذار فورا.
نجيب بشير :
David Hirsch , names are not alike to us but you all look the same to us, lol
David Hirsch,
..
ديفيد هيرش: مقبول منك ولكن لو حد من بلادي يقول أن العرب كلهم شكل واحد بعد تقول علينا عنصريين صح ؟
..
نجيب بشير :
Its not about racism, it is the way our brains process images. For example when we look at an Asian person we only see the eyes, hair, size and then make a quick decision. My earlier comment was in jest.
..
ديفيد هيرش:
Mine was too
..
عبدالوهاب قرينقو: ياصديقي Abdullah Zagoop بعد هذا النقاش مع الأمريكان والذي بدأ هنا من شكي وارتيابي في هوية الرحالة لأنني لم أجده بإسم جون ثم معاونة نجيب بشير و ديفيد هيرش بتقديم الدليل القاطع أرجو منكم في جمعية ذاكرة المدينة وفي كل مناشيركم وكتبكم عن تاريخ هون على الأقل الانتباه إلى أن الإسم هو جورج وليس جون .. ولا ينبغي أن نتجاوز ونقول إنه خطأ بسيط .. أيضاً الكتاب المترجم هو ترجمة لجزء من الكتاب الأصلي وليس كل الكتاب وبصراحة ينبغي السعي لترجمة الكتاب ككل ومن قال أن لتجاوز جودة وتهاونه في الاسم الحقيقي ليس من غاية ؟ .. ومن هنا ما يضمن أنه لم يزيد أو ينقص في ترجمته .. المطلوب إعادة الترجمة فالكتاب مهم .
..
الخلاصة: اسم الرحالة صاحب الكتاب هو:
جورج فرنسيس ليون
GEORGE FRANCIS LYON
وعنوان الكتاب :
A NARRATIVE OF TRAVELS IN NORTHERN AFRICA
وإن جازت الترجمة أو التسمية أو المقابل العربي فالعنوان :
(سِفر الأسفار في شمالي أفريقيا)
إذاً عنوان الكتاب ” رحلة من طرابلس إلى فزان” هو خطأً في ترجمة جودة الذي أخطأ في اسم الرحالة أيضاً وربما يقول قائل ماجدوى كل هذا والكتاب بين يدينا مترجماً والرد هو : المكتبة الليبية في حاجة إلى ترجمة كل الكتاب وليس الجزء الذي يختص بليبيا وحسب، فبين دفتيه الكثير عن أفريقيا الشمالية والعلاقات الاجتماعية آنذاك والأوضاع السياسية في عموم المنطقة دون أن نهمش مجهود الترجمة العربية المتعلقة بليبيا التي زارها جورج ليون في القرن التاسع عشر في رحلة من طرابلس إلى مرزق وعودة متكررة إلى طرابلس وزار عشرات البلدات والمدن الليبية وفي الكتاب معلومات مهمة جداً وحقائق ينبغي أن يحيط بها كل باحث وقاريء .
ــــــــــــــــــــــ
خاص 218