جوار ليبيا العربي “يهتز”.. هل ليبيا مستعدة؟
218TV | خاص
بتأكيد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي على أن عام 2019 سيكون مفصليا واستثنائيا في تونس، وبالنظر إلى الاحتجاجات المتزايدة في مدن سودانية عدة، والتي وصلت إلى حد المطالبة برحيل الرئيس السوداني عمر البشير، وبالتوقف عند “الغموض السياسي” في الجزائر بشأن مصير الانتخابات الرئاسية، وتهديد أحزاب جزائرية بالتحرك إذا لم يُحْسم الملف الانتخابي، فإنه وفقا لهذه المؤشرات الثلاث فإن “الجوار العربي” باستثناء مصر، سيشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي، وهو أمر يستدعي سؤالا ليبيا على هيئة قلق ما إذا كان الانقسام السياسي العريض في ليبيا يمكنه أن يتصدى لقلاقل سياسية في الجوار.
يُخْشى فعلياً من أن الحدود التي ذابت لسنوات مع دول مجاورة عدة، بعد سقوط نظام معمر القذافي، قبل أن تُضْبَط في “الحد الأدنى” في ظل تمرير مسؤولين ليبيين لملاحظات أمنية بخصوص الحدود، أن تُعاوِد ذوبانها إذا ما وقعت هزات سياسية تدفع دولاً مجاورة لليبيا إلى تشديد أمنها داخليا، وتقليل تركيزها على الحدود، وهذا يعني أن حدود ليبيا ستكون من جديد بوابة لـ”التجارة المُحرّمة والمُجرّمة”، وقد تستغل تنظيمات إرهابية مثل داعش والقاعدة الأوضاع الأمنية المضطربة في إعادة تجميع ونشر عناصرها على الأرض الليبية، وشن هجمات مفاجئة في محاولة لـ”فرض أمر واقع”.
يقول ليبيون إن الطبقة السياسية الحاكمة في ليبيا يجب أن تعمل فورا على تنحية خلافاتها وانقساماتها السياسية والعسكرية، وأن يجري وضع خطط عسكرية لتأمين الحدود من اتجاهات عدة خلال المرحلة المقبلة، وتسريع حصول انتخابات برلمانية لاختيار رئيس وبرلمان فاعل، وتعيين قيادات سياسية وعسكرية تستلم زمام الأمور، والبدء بإنشاء مؤسسات سيادية موحدة ومستقلة، تتولى حماية ليبيا من أي أخطار سياسية أو عسكرية تتهددها، وهو أمر من شأنه أن يُبْقي ليبيا بعيدة عن أي “دوّامات سياسية” في الجوار.