جهود الجزائر لتسوية الأزمة الليبية تصطدم بأطماع تركيا
ألقى الملف الليبي بثقله على محادثات دبلوماسية في إسطنبول، أجراها وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم مع نظيره التركي رجب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو، على أمل إيجاد تسوية سياسية للأزمة بعيدا عن تأثيرات الأطراف الخارجية، خاصة بعد الاتفاق الأخير بين المجلسين الرئاسي والبرلماني .
وسلط تقرير لصحيفة العرب اللندنية الضوء على دور الجارة الجزائر في البحث عن تسوية سياسية للأزمة بين الليبيين وحدهم، لكن هذا الأمر اصطدم بأطماع تركية متنامية في طرابلس والمنطقة عموما، بحسب التقرير.
ورغم المصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين اللذين يطمحان إلى رفع سقفها إلى 8 مليارات دولار، فإن الوجود العسكري التركي في ليبيا بات محل قلق جزائري غير معلن.
وسبق أن عبرت الجزائر على لسان أكثر من مسؤول عن مخاوفها الحقيقية من سيناريوهات منتظرة في ليبيا، غير بعيدة عن استنساخ النموذجين السوري والصومالي، بسبب تدخل الأطراف الخارجية، ولم تستثن من ذلك الدور التركي العسكري المتنامي في المنطقة.
وحسب ما جاء في التقرير فإن الجزائر التي تحتفظ بعلاقات مميزة مع تركيا وفرنسا، يبدو أنها وقعت تحت ضغط غير معلن لكسب دعم كلا الطرفين من خلال موقفيهما في أزمة ليبيا، رغم الأزمة المتصاعدة بين باريس وأنقرة في شرق المتوسط
وختم التقرير بالقول إن تركيا بينما تحاول توظيف المناكفات التاريخية بين الجزائريين والفرنسيين والاستثمار في الملف لقطع الطريق على أي شراكة قوية متجددة بين الجزائر وفرنسا، فإن الفرنسيين يسعون إلى تلغيم النفوذ التركي المتنامي في منطقة شمال أفريقيا، بالتركيز على المخاطر الأمنية والعسكرية على دول المنطقة، بسبب الدور التركي في الأزمة الليبية.