جميع تطورات “الخميس الساخن” في ليبيا
تقرير | 218
تسارعت الأحداث في ليبيا، وخاصة العسكرية منها، بشكل سريع وغير متوقع، الخميس، حيث كان أهم حدث إطلاق قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، في تسجيل صوتي، عملية عسكرية في طرابلس، وتوجيهه للقوات المرابطة على تخوم العاصمة بكافة المحاور للبدء بتنفيذ العملية.
ولحقه الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، اللواء أحمد المسماري، في مؤتمر استثنائي عقده الخميس، وضّح فيه أهداف العملية وشدد على أن المجتمع الدولي سيدعم عملية “تحرير طرابلس” كونه سئم فوضى الجماعات المُسلحة المسيطرة على طرابلس.
التطورات الميدانية
توالت الأنباء عن مواصلة قوات الجيش الوطني مسيرها نحو العاصمة طرابلس بعد سيطرتها على مدينة غريان وسط ترحيب الأهالي، ومع ساعات ليل الخميس أكدت مصادر أن القوات سيطرت على بوابة 27 غرب طرابلس قرب منطقة ورشفانة، بالإضافة إلى سيدي بلال وصياد.
من جهتها أكدت قوة حماية طرابلس أن المناطق من الزاوية حتى العزيزية والسراج وإسبيعة تحت سيطرة تجمع قوات المنطقة الدفاعية الغربية وطرابلس والوسطى.
وبالتزامن مع التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الصحة بحكومة الوفاق، الخميس، حالة الطوارئ في مستشفيات طرابلس وضواحيها تحسبا لسقوط ضحايا.
وقبيل منتصف الليل، صرّح أحد قيادات الجيش لـ”218″ أن قوات الجيش ستكون غدا في طرابلس، وتابع بأنه “لا يفصلنا عنها اليوم إلا كيلومترات”.
بينما طلبت بريطانيا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث الأوضاع في ليبيا.
تحركات “داخلية الوفاق”
طالب وزير الداخلية المُفوض بحكومة الوفاق الوطني، فتحي باشاغا، برفع أقصى درجات الاستعداد الأمني وإعلان حالة الطوارئ القصوى وأخذ الحيطة والحذر واستدعاء كافة الوحدات الأمنية.
ووجه باشاغا جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية والجهات التابعة لها بإعلان حالة النفير ورفع درجة التأهب القصوى بحزم وحسم، للتصدّي لأي تهديد يقترب من العاصمة، كما أكد أن الوزارة ستتخذ كافة الإجراءات القانونية والتأديبية اللازمة تجاه كل من يتعامل مع تلك المجموعات المُسلحة.
دعوات دولية لوقف التصعيد
ما إن انطلق الجيش الوطني صوب المنطقة الغربية، وأعلن سيطرته على غريان، حتى توالت ردود الفعل الدولية تجاه الحدث، تصدرها الدعوات لوقف التصعيد العسكري وسلوك طريق الحل السياسي.
وبدأت ردود الفعل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي يزور طرابلس، تزامناً مع إطلاق الجيش عملية تحريرها، حيث دعا للتهدئة والتوجه نحو حل سياسي.
فيما دعا الاتحاد الأوروبي وروسيا وكندا، لوقف التصعيد العسكري في ليبيا، ووافق هذه الدعوة بيان مشترك لفرنسا وإيطاليا والإمارات وبريطانيا وأميركا.
السراج وحفتر.. حرب التصريحات
وأشعلت حكومة الوفاق الوطني الضوء الأحمر بإعلان حالة النفير العام لجميع القوات العسكرية والأمنية للتصدي لأي تهديدات تستهدف زعزعة الأمن، وعلق السراج قائلا أنه “يتابع بأسف التصريحات المستفزة من بعض الأطراف حول التوجه للمنطقة الغربية لتطهيرها وتحرير طرابلس، ويندد بشدة بهذا التصعيد، مؤكدا أنه لا يساعد على تحقيق وفاق أو توافق”.
“التصريحات المستفزة” التي تحدث عنها السراج، خرجت عن شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الوطني، التي بثت مشاهد لأرتال من الوحدات العسكرية وأشارت إلى أنها متجهة إلى المنطقة الغربية لتطهيرها من الجماعات الإرهابية، منوهة إلى أن هذه التحركات جاءت تنفيذا لأوامر القائد العام المشير خليفة حفتر وبإشراف مباشر منه.
ما قبل “الخميس الساخن”
دون سابق إنذار.. الجيش في مدينة غريان، هكذا أعلن الناطق باسم القائد العام للجيش الوطني اللواء أحمد المسماري عن وصول طلائع الجيش إلى مدينة غريان وخروج عدد من الأهالي لاستقبالها.
ولم يتوقف تقدم قوات الجيش عند هذه النقطة بل تواصل المسير بخطى ثابتة إلى بوابة القضامنة على تخوم مدينة غريان، حيث سيطر الجيش على سجن جندوبة الذي يتواجد بداخله سجناء عسكريون وتم تحريرهم وإطلاق سراحهم.