جلسة “ضعيفة ومتناقضة” للجنة أميركية حول “عملية طرابلس”
218TV|خاص
كثيرون داخل الولايات المتحدة الأميركية وخارجها لم يخرجوا ب”حصيلة مقنعة” من جلسة استماع عقدتها لجنة فرعية داخل الكونغرس الأميركي بشأن ليبيا والتطورات العسكرية الميدانية في العاصمة طرابلس، ومآلاتها السياسية، إضافة إلى مخاطر أن يُعيد صراع من هذا النوع منظمات إرهابية مثل القاعدة وداعش إلى قلب طرابلس، وهو أمر سبق أن حذرت منه جهات دولية عدة من بينها المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة في إحاطة سابقة له بخصوص ليبيا أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي.
“اللجنة الفرعية” في الكونغرس التي عقدت اجتماعا حول ليبيا هي واحدة من خمس لجان بمهام متنوعة ومتغيرة تتبع جميعها إلى لجنة الشؤون الخارجية الأم التي يُعْرَض عليها بصفة دورية ما تبحثه اللجان الفرعية وتوصياتها، وفي الملفات الشرق أوسطية والأفريقية المؤثرة والحساسة يمكن للجنة الأم أن تعقد اجتماعا ثانيا تبحث به الموضوع الذي ناقشته اللجنة الفرعية، وهو ما يعني أن اجتماع لجنة الكونغرس الفرعية حول ليبيا لم يُحْدِث صدى سياسيا، ولم يأت بأي جديد حول الملف الليبي الذي تدير إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ظهرها له منذ أكثر من عامين، إذ أن الجلسة ارتكزت إلى مداخلات “ضعيفة ومتناقضة” تُظْهِر أن العديد من المُشرّعين الأميركيين لا يملكون “فهماً حقيقياً” للوضع على الأرض في ليبيا.
“وشاة ليبيون” قد يكونوا وراء “المعلومات المتناقضة” التي تطرق إليها بعض المشرعين الأميركيين في اجتماع اللجنة الفرعية للكونغرس، إذ كانت مداخلاتهم موجهة بطريقة مصممة ل”محاصرة” قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، و”الغمز من قناة” أنه مواطن أميركي يخضع للقانون الأميركي، إذ لوحظ تحريضا واضحا على شخصية المشير حفتر، وهو ما يعني أن “الوشاة الليبيين” في الخارج لم يكن أمامهم سوى توفير الأجواء أمام ضغط تشريعي متدرج على المشير حفتر ل”التشويش” على عمليته العسكرية التي بدأها في طرابلس مطلع الشهر الماضي.
“الديمقراطيون” الذين كانوا أصحاب “الصوت الأعلى” داخل اللجنة الفرعية غفلوا عن حقيقة مهمة وهي أن الرئيس باراك أوباما الذي اختاروه رئيسا لثماني سنوات قال مع نهاية ولايته إن قرار تدخله في ليبيا هو “أسوأ قرار” اتخذته إدارته على مدار ثماني سنوات، وهو ما يجعل المشرعين الديمقراطيين “شركاء في المأساة” الليبية، التي نجمت عن التدخل العسكري الأميركي، ما يطرح علامات استفهام بشأن انعقاد اجتماع اللجنة الفرعية في هذا الوقت تحديدا، ومغزى التوقيت السياسي، وما إذا كان قد جاء في إطار “مناكفة سياسية” لترامب الذي أجرى “اتصالا مؤيدا وداعما” للمشير حفتر بوصفه “محاربا للإرهاب”.