جزائريون يُحيون الذكرى الثانية للحراك رغم التشديد الأمني
في تحدٍ للطوق الأمني غير المسبوق الذي فرضته السلطات الجزائرية على العاصمة، نظم آلاف المتظاهرين مسيرة لإحياء الذكرى الثانية للحركة الاحتجاجية الضخمة التي هزت الجزائر قبل أن تختفي من الشوارع تحت وطأة إجراءات العزل التي فرضتها جائحة فيروس كورونا، وانتشرت أعداد كبيرة من قوات الشرطة في وسط العاصمة، وشددت كذلك المراقبة على كل مداخلها، ما صعّب وصول سكان الضواحي إلى مقار عملهم بسبب الازدحام الكبير الذي سببته الحواجز الأمنية على مداخل المدينة.
وردد المحتجون شعارات مثل “دولة مدنية مش عسكرية” و”الشعب يريد الاستقلال”، وساروا في وسط العاصمة مُلوحين بالأعلام الجزائرية، تحت أنظار أعداد كبيرة من رجال الشرطة، وفي الوقت الذي يأمل فيه بعض المحتجين بإحياء الاحتجاجات التي كانوا ينظمونها مرتين أسبوعياً على مدى أكثر من عام، وكانت تجتذب عشرات الآلاف من المواطنين قبل بدء الجائحة، فإن محتجين آخرين يرون أن مسيرة أمس رمزية أكثر من كونها عودة إلى المظاهرات المنتظمة، مبدين تردداً بالمشاركة في احتجاجات مع عدم وجود قيادة واضحة للمعارضة.
وتركزت المطالب الرئيسية للحراك الذي انطلق قبل عامين، على الإطاحة بالنخبة الحاكمة من الحرس القديم في الجزائر، ووضع حدٍ للفساد وانسحاب الجيش من السياسة، وعقب الإطاحة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أجرت السلطات انتخابات رئاسية اعتبرها أنصار الحراك صورية وفاز بها عبد المجيد تبون في ديسمبر 2019.
بدوره اتخذ تبون بعض الخطوات لتلبية مطالب المحتجين منها إدخال تغييرات طفيفة على الدستور، لكن الإقبال المتدني للغاية على الاستفتاء لتأكيد الإصلاحات أوضح أن جهوده لا تتمتع بتأييد شعبي يُذكر.