جدل سياسي يُعيد “بريكست”.. إلى “الاستفتاء”
218TV|خاص
بعد أكثر من عامين على قرار الشعب البريطاني ب”أغلبية ضئيلة” مغادرة الاتحاد الأوروبي، وانطلاق مفاوضات بريطانية مع دول الاتحاد الأوروبي لتطبيق رغبة البريطانيين بالخروج من “منطقة اليورو” عبر “مفاوضات متعثرة”، يحتدم الجدل بين ساسة بريطانيين بشأن “المخارج السياسية الممكنة” للعودة عن “بريكست” عبر تنظيم استفتاء ثانٍ تدعو إليه الحكومة البريطانية وهو الخيار الذي تُعارِضه رئيسة الحكومة تيريزا ماي الماضية بقوة نحو تفعيل خيار الخروج من الاتحاد الأوروبي، عبر سياسات متسرعة أفقدتها وزيرين من طاقمها الحكومي حتى الآن.
وانفرد عمدة بلدية لندن صادق خان المنتمي سياسياً إلى حزب العمال البريطاني في طرح موقف سياسي لافت عبر طرح خيار “استفتاء ثانٍ” متعللاً فيه أن لندن صوّتت أساساً لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، وأن نسبة الفارق لصالح “بريكست” كان لا يُذْكر أساساً، وهو ما يتعين التأكد منه عبر استفتاء جديد، في ظل تعثر تطبيقات “بريكست” ومخاوف من ظلال قاتمة على الاقتصاد البريطاني في حال كان الانسحاب “متسرعا وعشوائياً”، إذ بدأت مؤسسات بريطانية الاستعداد للأسوأ في اليوم التالي لمغادرة بريطانيا منطقة الاتحاد الأوروبي.
ومن شأن دعوة خان أن تفتح الباب واسعا أمام مطالبات أعلى صوتاً لصالح العودة عن بريكست، فيما تقول تقديرات واستطلاعات في الداخل البريطاني إن تنظيم استفتاء ثان في المرحلة المقبلة من شأنه أن يُغيّر نتيجة الاستفتاء، ويُقوّي معسكر التمسك ببقاء بريطانيا عضوا في الاتحاد الأوروبي، وسط تحذيرات من انعكاس توجه من هذا النوع على التقاليد الديمقراطية المستقرة في بريطانيا، وامكانية التحايل مستقبلا على إرادة الشعب عبر تنظيم استفتاءات جديدة لأي كلمة يقولها الشعب البريطاني في المستقبل.