جبهات القتال .. ملاذ الشباب الوحيد
تقرير | 218
إذا أراد الشباب أن يقاتل تسهل لهم عملية الدخول للجبهات ويمنحون امتيازات ومنحا أسبوعية بآلاف الدينارات، وإذا أرادوا الدراسة في الخارج فكل الأبواب تصبح مغلقة.
قال الرومان في زمن إمبراطوريتهم كل الطرق تؤدي إلى روما ذلك أنها مركز العالم ومسقط الحضارة واليوم يقال للشباب في ليبيا كل الطرق تؤدي إلى الجبهات.
تعطي الحرب امتيازات لا تعطيها الدولة في أوقات رخائها وتقدم الحرب بجانب الرصاص حظوة وسلطة ومبالغ مالية لو أن نصفها استثمر على التعليم والتثقيف لانتهت لغة السلاح في ليبيا وإلى الأبد.
إذا أراد الشاب، وهو وقود الدولة وعمودها القائم، التوجه إلى الدراسة في الخارج فلن يجد سبيلا، سيقال إن دراسته تكلف خزائن الدولة الكثير وترهق الميزانية العمومية وتصبح الإجراءات بمثابة العصا في الدواليب.وإذا أراد العمل في قطاع عام سيواجع صعوبة نظرا لقلة الوظائف المرغوبة وإذا أراد تجارة سيواجه هشاشة الأمن وخطورة خسران كل شيء.
كل هذا يدفعه بشكل غير مباشر وفي لحظة يأس إلى جبهات القتال كي يعيد شخصيته المفقودة ويشعر بمكانته المتلاشية وهنا تفتح له الأبواب ويستقبل كملك ومخلص وثائر وبطل تقال فيه الأشعار وتعطى له الامتيازات والمنح الأسبوعية ويقاتل بأسلحة يساوي ثمنها عشرات الملايين من الدولارات التي صارت في يد الشباب حلما.
يحرم الشباب من التعلم نظرا لكلفة العملية ويمنحون أضعاف المبالغ حين يتقدمون الصفوف في خطوط الموت وهذا ديدن البلدان في زمان انحطاطها.