“جان جاك روسو” و”نيلسون مانديلا” أيّهما رئيسا لتونس ؟
218 | تقرير
يموت الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ليحيا شعبه من بعده حياة مسار ديمقراطي وصل حد التخمة، مسار عدّ ظاهرة لم تشهد البلاد مثيلا له على مدى تاريخها السياسي.
يوم وفاة السبسي سارعت الهيئة العليا للانتخابات لتخرج عن المألوف الدستوري الذي حدد نهاية هذا العام موعدا للانتخابات الرئاسية وتعلن تبكير موعدها منتصف سبتمبر بحكم موت الرئيس العارض. دخلت الهيئة الرهان وقبلت التحدي وفتحت باب الترشح لمن أراد أن يكون رئيسا للجمهوية التونسية القابعة في أتون صراعات حزبية وسياسية أثقلت حياتها اقتصاديا وأمنيا.
فور الإعلان عن موعد الانتخابات يدخل ما يقارب 100 مترشّح مضمارا سياسيا لينبثق عنهم 26 ممن استوفت فيهم الشروط القانونية لتبدأ مرحلة التعبئة والدعاية الانتخابية.
مسيرة المترشحين شهدت صراعا وصل إلى فتح باب السجون أمام أحد المترشحين “نبيل القروي” رجل الأعمال الشهير وصاحب أكبر منصة إعلانية في البلاد ورئيس حزب قلب تونس، دخل القروي الذي اقترب من الفقراء بجمعية خيرية السجن بتهم تتعلق بتبييض الأموال والتهرب الضريبي غير أن المحكمة لم تحكم عليه بالإدانة وهو ما جعل منه مرشّحا مقبولا في قانون الانتخابات التونسية.
بدأت المنافسة طيلة الأيام التي سبقت الانتخابات محمومة بين المترشحين وعاش التونسيون على وقع مفاجآت عديدة منها تنازل اثنين من المترشحين محسن مرزوق مرشح حزب حركة مشروع تونس وسليم الرياحي مرشح حركة نداء تونس للمرشح المستقل ووزير الدفاع الأسبق عبدالكريم الزبيدي.
الخامس عشر من سبتمبر يوم التاريخ الفاصل في تونس فتحت صناديق الاقتراع بعد صمت انتخابي سبقها بيوم لتبدأ مرحلة شد الرحال إلى قصر قرطاج لينتهي ذاك اليوم بمفاجأة جديدة أظهرت فوزا مبدئيا للمرشح المستقل قيس سعيّد والمرشح السجين نبيل القروي.
وبعد نسبة إقبال فاقت 45% تنتهي عملية الفرز بانتقال سعيد الحظ “قيس سعيد” الأكاديمي المختص في القانون الدستوري والقادم من أزقة العامة وقاعات الجامعات و”نبيل القروي” الذي وصفه مناصروه بمانديلا تونس الجديد، تنتهي بانتقالهم إلى المرحلة الثانية التي ستحدد المعطيات القادمة موعدا نهائيا لها قد يتزامن مع الانتخابات التشريعية التي بدأت حملتها يوم انتهت حملة الرئاسية.
خلاصة القول إن تونس مقبلة على مرحلة جديدة ومختلفة تماما بظهور رجل من عامة الناس متأثرا بالفيلسوف جان جاك روسو يدعو إلى ثورة جديدة مبنية على نظرية سيادة الشعب التي انطلقت منها الثورة الفرنسية وشخصية أثّرت في الفقراء بمساعدته لهم والمتطلعين إلى تونس مزدهرة. وهاتان الحالتان كانتا نموذجا في تلقي سياسيي تونس عقابا جماعيا من قبل الناخب الذي فهم حيلهم السابقة تماما.