جابر زين يعود إلى حضن أمه
بعد انتظار طويل دام لعامين وأشهر، تم إطلاق سراح الناشط السوداني الجنسية والمولود والمقيم في ليبيا “جابر زين” بعد اعتقال تعسفي وسجن بدون محاكمة في سبتمبر عام 2016
مصادر لـ218 أكدت أن جابر الآن في طريقه إلى الخرطوم عبر الخطوط الأفريقية الجوية من دون معرفة ما إذا كان هذا نفيا نهائيا من البلاد أو طلبا من جابر نفسه، لكن الأهم أن جابر قد ودّع السجون وعاد إلى حريّته وأحضان والدته التي انتظرته كثيرا
بدأت القصة حين كان جابر زين مع مجموعة من الشباب يناقشون أفكارهم، وعند خروجه رفقة اثنين من أصدقائه الليبيين تم اختطافهم جميعا. وبعد اتصالات وتحريات تم الإفراج عن الشابّين الليبيين لكن من دون جابر الذي ظل حبيس السجن لا أحد يعرف ما هي تهمته وكم سيمكث وفي أي حال هو.
أم جابر، المرأة السودانية التي عاشت في ليبيا، قامت بجهود جبارة بجانب عدد من الناشطين الذين دعموها من أجل تنظيم وقفات احتجاجية ضد الخطف التعسفي ولإطلاق سراح السجناء، حتى استطاعت أن تصل إلى مكتب رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج
وبحسب الناشط “أحمد الشركسي” فإن أم جابر قالت للسراج ما يلي بالنقل الحرفي:
“أنا نحبها البلاد، وعشت فيها 35 عام وربيت مهندسين ودكاترة، ابني محترم ودكتور بشري ومش متاع مشاكل يا ريّس. نبي ابني لو مجرم حاكموه ولو برئ أطلقوه، ولو ما تبونا رحلونا خارج البلاد وحنبقى نحبها لأني اكلت منها، ولأني عانيت معاكم واحتفلت معاكم وبكيت معكم، أنا ما نبي شي يا ريّس، نبي ابني بس”.
لكن الأيام كانت كفيلة بإطلاق سراح جابر الذي كان واحدا من الشباب الناشطين في حركات التنوير ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالثقافة والأدب وأندية الكتاب ومشاريع الهواة والفن بعد أحدثا الثورة الليبية في 2011
ولكنه –مثل عدد كبير من الشباب الليبيين- كان مصيرهم السجن من دون تهمة واضحة أو محاكمة عادلة، وظل بينهم السجين الأقدم الناشط عبد المعز بانون الذي لم يره أطفاله منذ نحو 5 أعوام كاملة ولا أحد يعرف ما مصيره حتى هذه اللحظة
على أم جابر أن تهنأ اليوم بابنها، الذي عاد إليها بعد أن كانت الأمور قد تعقدت وصار يُعتبر هذا المطلب صعب المنال إذا لم يكن مستحيلا. وعلى جابر أن يستعيد لياقته ويقابل الحياة كما كان يفعل قبل أن يتم سجنه، وأن يعتبر ما حصل همًا مشتركا مع إخوته الليبيين القابعين في السجون بلا أي تهمة ولا وجه حق.