تجربة عربية عمرها 66 عاماً
“اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير”، سمعت مصر صوت أنور السادات وهو يتلو هذا البيان الذي لم يتجاوز دقيقتين ونصف في صباح 23 يوليو 1952، ومن يومها لم تعد مصر كما كانت.
فقبل ستة وستين عاماً، كان البيان إعلاناً لاعتلاء ما لا يزيد عن عشرين ضابطاً، سدة الحكم في مصر، تغيرت حينها خارطة المنطقة.
في 23 يوليو، غيرت حركة الضباط الأحرار، الخارطة السياسية، على الرغم من أنه لم يكن أول استيلاء عسكري على السلطة، فقد سبقتها في ذلك سوريا.
انتقلت الموجة حينذاك إلى دول عدة، من بينها العراق في عام 58، والسودان في ذات العام، واليمن في مطلع الستينيات، وإن كان اليمن السعيد مع الجزائر قد شكلا نموذجاً مختلفاً لكن ظلت فيه السيطرة للعسكريين.
وصلت الموجة إلى ليبيا عام 1969، بذات المسمى، فكان انقلاب أبيض، سلمت فيه الملكية السلطة دون مقاومة تذكر، واعتلى سدة الحكم ضابط شاب، شكل بداية مجلس قيادة الثورة، ومن ثم انفرد بالحكم وحده، فعرفت ليبيا أربعة عقود لا تنسى.
اليوم بعد أكثر من ستة عقود على التحول الكبير الذي قادته هذه الحركة، وفي العام الذي رحل فيه آخر أفرادها المصريين، خالد محيي الدين، مازالت تنتظر الأدبيات السياسية العربية نقداً، يعطي هذا التغيير حقه، بحسناته ومآسيه، لعل نخب الحكم تصل إلى صيغة، تجنب شعوب المنطقة، أسلوب التجربة والخطأ في الحكم.