ثورة يوليو بعد 67 عاماً.. 6 رؤساء و”حرب مفتوحة”
218TV|خاص
يحيي المصريون اليوم الثلاثاء الذكرى السابعة والستين لثورة يوليو التي أنهت الحكم الملكي في مصر، وأنتجت نظاما سياسيا جمهوريا لا يزال قائما حتى اليوم، إذ لا يحن مصريون خلافا لدول كثيرة إلى عودة الحكم الملكي، بسبب الأوضاع البائسة واليائسة التي عاشوها في ظل العهد الملكي من فساد وتراجع لمصر في مجالات كثير، لكن كثيرين يقولون اليوم بعد نحو سبع عقود من ثورة يوليو التي أطلقتها مجموعة من الضباط في الجيش الملكي، ومن بينها ثلاثة رؤساء لاحقين لجمهورية مصر العربية إن الثورة مرت ب”مخاض عسير”، ولم تلد حتى الآن بعد كل هذه العقود ما يأمل به المصريون من حياة أفضل.
تعيش مصر اليوم سلسلة من “الحروب المفتوحة” اقتصاديا وسياسيا، فيما تخوض حربا مستمرة مع جماعات إرهابية تريد إغراق مصر ب”مستنقعات الدم”، لكن خلال العقود السبعة الماضية أظهرت مصر محافظة على مكانتها الإقليمية القوية، كدولة مؤثرة في السياسات العالمية، فيما ظلت مصر تحصل على “علامات متدنية” في “امتحان الاقتصاد”، إذ تقول تقارير دولية موثوقة إنه رغم مؤشرات تعافٍ يُظْهِرها الاقتصاد المصري طيلة العقود الماضية، إلا أن معيشة المصريين ظلت تتراجع خلال العقدين الماضيين، وسط “انفجار سكاني” تقول تقديرات إنه يبتلع كل الخطط الاقتصادية للحكومات المصرية المتعاقبة.
على امتداد سبع عقود بعد ثورة يوليو شهدت مصر تعاقب ست رؤساء للجمهورية، اثنان منهم لم يكملا عامين في الحكم، ففيما قررت ثورة يوليو إنهاء حكم الضابط محمد نجيب أول رئيس للجمهورية بعد الحكم الملكي، فقد ثار المصريون ضد “الرئيس الأخواني” محمد مرسي، فيما كانوا قد ثاروا على سلفه محمد حسني مبارك الذي يعتبر صاحب أطول فترة رئاسية من بين رؤساء الجمهورية، فيما حكم مصر أيضا جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، ورغم صداقتهما الوطيدة لسنوات ما قبل ثورة يوليو إلا أن عهديهما شهدا صداما شديدا بين الأفكار والطريقة السياسية التي أدارا بهما الحكم، فقد مال السادات ل”شؤون وشجون” المصريين، فيما حاول عبدالناصر أن يُغْرِق مصر في ملفات إقليمية مرهقة لمصر اقتصاديا وعسكريا، إذ يقول خصوم تجربته إنه سعى ل”مجد شخصي”، وساير أحلامه بأن يكون “زعيما دوليا وعربيا”.
في العهد الجمهوري خاضت مصر حربين الأولى أنجبت “نكسة سياسية” للعرب عام 1967، حينما سقطت الضفة الغربية لنهر الأردن، ومرتفعات الجولان السورية بأيدي الجيش الإسرائيلي، فيما أعطت الحرب المعروفة باسم “حرب أكتوبر” عام 1973 “نصرا جزئيا” للعرب، لكن هذه الحرب فتحت باب السلام مع إسرائيل، إذ نجمت عنها اتفاقية “كامب ديفيد” التي فرضت على المصريين والإسرائيليين “سلاما باردا” منذ ذلك الحين.