“ثورة فبراير”.. من ضيّع حُلم “ليبيا الجديدة”؟
خاص| 218
تناول برنامج “LIVE” على قناة “NEWS”، الاثنين، في حلقة استثنائية بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة 17 فبراير، الظروف التي تبعت تحقيق الثورة أول أهدافها وهو إسقاط النظام السابق، حيث بدأ مسلسل التراجع وركوب الموجة إلى أن احتدم الخلاف وتحول إلى صراع ما تزال ليبيا تقبع تحت وطأته حتى اليوم.
وبصفته شاهدا على جل الأحداث التي أعقبت 17 فبراير، استضاف البرنامج نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق، عبد الحفيظ غوقة، والذي قال إن ليبيا خرجت من الاستبداد وحكم الفرد، قبل أن تلقف مجموعة مؤدلجة الحكم والثورة، وكانت تريد أن تفرض وصايتها على إرادة الليبيين.
وأضاف غوقة أن هذه المجموعات كشفت عن وجهها مبكرا وكانت تستعين بالسلاح في مشروعها، وبالوقت الذي كان الجميع يدعم الجبهات وحماية المواطنين، كانت هذه الجماعات تخزن السلاح ولا تذهب به شرقا باتجاه الجبهة، وكشفت عن نفسها بمدينة بنغازي بعد أن رتبت صفوفها وعملت أجنحة عسكرية واحتلت مقرات للدولة.
وعن سبب عدم كشف هذه المجموعات بذلك الوقت، ذكر غوقة أن هذا كان صعبا بسبب وجود جبهة مفتوحة، وهذا ليس في صالح المجلس الانتقالي خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين.
المجلس الانتقالي
وبشأن عمل المجلس الانتقالي الذي شُكّل عقب سقوط النظام، قال غوقة إن المجلس لم يكن في سلطة طبيعية وكان يقود في معركة وحركة نضال وطني من أجل التخلص من “نظام ديكتاتوري”، مضيفا أن مجمل ما عمل عليه المجلس هو تجنيد الثوار والمقاتلين والدفاع عن المدنيين.
ولفت غوقة إلى أن بعض أعضاء المجلس نبهوا في أكثر من مناسبة بشأن أخطاء المجلس، لكن بغض النظر عن أدائه إلا أنه استطاع إجراء أول انتخابات في تاريخ ليبيا الحديث.
وعن محاولة حل المجموعات المسلحة والمليشيات في عام 2011، قال إنه خلال أول اجتماع للمجلس كان هناك أكثر من ثلاث كتائب مسلحة، ورفض المجلس تشكيل أي كيان عسكري غير رئاسة الأركان ووزارة الدفاع، موضحا أن فشل رئيس الأركان ووزارة الدفاع هو الذي سمح لهذه الجماعات المسلحة في الاستمرار.
اغتيال عبد الفتاح يونس
وحول عملية اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس في 2011، بيّن عبدالحفيظ غوقة أن المجموعات المسلحة أصبحت بذلك الوقت أخطر، فيما لم يكن لدى المجلس الانتقالي القوة لجمع السلاح، وذكر أن أحد الأسباب الرئيسية في عملية اغتيال عبد الفتاح يونس هو توجيهه رسالة واضحة للوحدات العسكرية بأنه لا يريد أي سيارة عسكرية مسلحة عندما كانت الجبهة مشتعلة في البريقة.
وأوضح غوقة أن رسالة يونس نبهت التشكيلات المسلحة بأن الأخير قادر على توحيد المؤسسة العسكرية وهم لا يريدون أن يكون لليبيا جيش فهذه الصورة تعكس القوة في عام 2011 ومن كان يملكها.
حل الأزمة
وقال غوقة إن حل الأزمة الليبية اليوم ليس بيد الليبيين، وفي ظل الخلاف نحتاج إلى وسيط دولي إلا أن هذا الوسيط بات منقسما بسبب تشابك المصالح، مبينا أنه وحتى إذا توافق المجتمع الدولي لحل الأزمة فالليبيون لن يتنازلوا أبدا في سبيل حل الأزمة.
ورأى أن جولات الحوار التي يتفاءل بها بعض الليبيين، لن تأتي بحل لأن الأطراف لا تلتقي وجها لوجه وعلى طاولة واحد، وهذا الأمر يعمق الخلاف أكثر ولن يقود إلى أي نتيجة طالما لا لقاء مباشر.