“توماهوك” الأميركي أعاد “جدولة” الملف الليبي
218TV.net خاص
ما إن وُضِع الملف الليبي في الأسابيع الأخيرة على طاولة البحث في عواصم الثقل الدولي، وداخل الاجتماعات الضيقة، في مسعى لوضعه على سكة قطار الحل لأزمة متفاقمة ومتصاعدة منذ ست سنوات، حتى جاءت الصواريخ الأميركية من نوع “توماهوك” فجر اليوم الجمعة لتعيد الملف الليبي إلى “ترتيبه المتأخر” في “القائمة الدولية”، وهو ما يعني أن ساحة “الكباش المُنْتظر” أميركياً وروسياً لن تترك وقتا ل”التفاتة دولية” نحو الملف الليبي الذي يتدحرج هو الآخر ك”كرة نار” لا أحد يعرف داخل ليبيا أو خارجها الطريق الذي ستسلكه.
روسيا كانت قريبة، ومثلها أميركا من صوغ تحالف ما على الأرض الليبية، على طريق “تظهير” تدخل أكبر في “التفاصيل الليبية”، لكن واشنطن وموسكو باتتا بدءاً من فجر اليوم الجمعة منشغلتان ب”المعطيات السورية”، إذ يمكن أن تُعيد روسيا “عتادها الثقيل” إلى مياه البحر الأبيض المتوسط، ويمكن ل”عاصفة السوخوي” أن تعود بزخم أكبر لقيادة حملة عسكرية سريعة لاستعادة إدلب إلى حضن النظام السوري، وهو هدف عسكري من الواضح أنه لا يُريح الأميركان أو الأتراك في المرحلة المقبلة.
هناك معطيات تقول عمليا إنه ليس مستبعدا أن تحاول روسيا الرد من البحر الأبيض المتوسط في “مناطق تماس” دولية ومن بينها ليبيا، وهي “معركة مبكرة جدا” يبدو أن واشنطن لا تريدها، ولم تستعد لها. الساعات المقبلة، وربما الأيام أو الأسابيع أو الأشهر لن تكون ليبية، ففي التصنيف الدولي المستجد للأزمات أصبحت ليبيا متأخرة، خصوصا وأن “الصيدلية الدولية” تخلو أساسا من أي عقاقير كفيلة ب”تسكين” الوجع الليبي.