توتر “تركي روسي” بسبب ليبيا
تقرير | 218
كسرت تركيا عجلة إخفاء النوايا بعد أن عرض رئيسها رجب طيب أردوغان إرسال قوات تركية إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق إذا طلبت ذلك بناء على اتفاقيتي التعاون بينهما، وبعد إصراره وتكراره للعرض قبله رئيس الوفاق فائز السراج مستنجدا بالقوات التركية بعد أن وجد نفسه غارقا في دوامة التردد من اتخاذ موقف أو تحديد سياسة دول اعتبرها يوماً ما حليفة لحكومته.
موسكو التي حاولت بهدوء فهم طبيعة عرض أردوغان وكان من المقرر أن تناقشه في قمة بين بوتين وأردوغان، تجاوزت هدوءها بتصريحات عبرت فيها عن قلقها الشديد من إرسال أتراك إلى ليبيا، في تصريحات نقلتها وكالة “إنترفاكس” عن مصادر في الخارجية الروسية بعد يوم من تفعيل حكومة الوفاق للاتفاقية الأمنية مع تركيا وبعد ساعات من هجوم أردوغان على موسكو واتهامها بإرسال مجموعات من مرتزقة فاغنر لدعم قوات الجيش في طرابلس حسب وصفه .
ورغم التحذيرات وموجة الاستنكار الأوروبية والعربية للاتفاقيتين ما زالت إدارة ترامب مترددة في إصدار أي رد فعل أو تحديد سياستها حول ما يجري، وهو ما لا تأبه به أنقرة التي استمرت في استغلال الاتفاقية لتصعيد التوترات مع دول جوارها بل وصلت حد تحديها لروسيا التي تعتبر حليفها ضد الغرب.
وفي ظل تضارب المصالح وتداخل سياسات الأطراف الدولية التي لا يبدو أن أيا منها يأبه بمصير ليبيا، تتكدس التحديات على الأمم المتحدة التي تنتظر مؤتمر برلين بفارغ الصبر رغم أن الحقائق على الأرض تنبئ بخلق المزيد من العنف وتصاعد التوترات المهددة لحياة الليبيين.