توأمة الصباح تُكمل عاما آخر
تُلامس القلوب بداية كل صباحٍ بالدفء الذي ينثره صوتها حول كل من اتخذ ألحانها ترتيلة يُحصن بها يومه منذ بدايته، “فيروز” التي منحت القيمة لكل ماغنت له وعليه، ضمن أعمالها التي فاقت الـ800 أغنية، أثقلت بها كفة ميزان الفن العربي، بعد أن غنت الحب والحبيب، والطفل، والوطن، وغازلت القمر، وغنت لدار السلام بغداد، وأرز لبنان، وحلب الشهباء، ولربيع فلسطين، وشاطئ الاسكندرية.
وبعد أن أصبحت منصات التواصل الاجتماعي البيت العالمي لتعبير الكثيرين من مُختلف بقاع الأرض عن مشاعرهم ومواقفهم تجاه الأحداث البارزة، أظهر جمهور فيروز حبها في قلوبهم من خلال الهاشتاغ (#عيد_الدني) الذي تصدر مواقع التواصل الاجتماعي مُرفقاً بصورها وعبارات التقدير والحب التي نشرها عشاق “جارة القمر”، بينهم فنانون وشخصياتٍ اجتماعية وإعلامية وسياسية، احتفاءً بالعيد الـ82 لعملاقة الفن العربي، بعد أن بلغ عدد تغريداتهم العام الماضي 21 مليون تغريدة على موقع “تويتر.”
وتربعت ألحان “توأمة الصباح” بأذهان محبي الجمال على مر مسيرتها الفنية التي ابتدأتها عام 1952 بأعمالها الغنائية التي شاركتها مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني، بعد أن اكتشف موهبتها الموسيقار اللبناني محمد فليفل، الذي كان حاضراً عند غنائها خلال إحدى الحفلات المدرسية، وشجعها على الالتحاق بالمعهد الموسيقي الوطني بلبنان عام 1946، الذي كان تحت إدارة مُلحن النشيد الوطني اللبناني، الموسيقي، وديع صبرا، الذي وفر لها دراسة مجانية طيلة الـ5سنوات.
وساهمت الفنانة اللبنانية منذ بداية أعمالها مع الأخوين الرحباني في بناء مجد مهرجانات بعلبك الدولية لـ60 عاماً، وغنت أمام العديد من الرؤساء، وفي أبرز المهرجانات والمسارح العربية كما منحها الفيروزيون ألقاباً عدة بينها “سفيرتنا إلى النجوم” دلالة على رقي صوتها وتميزه، و “سيدة الصباح، وجارة القمر، وعصفورة الشرق، وأميرة السلام، وياسمينة الشام”
وشهد تاريخ الـ23 من سبتمبر الماضي مُفاجأة ابنة فيروز لمحبي والدتها، بعدما أعلنت “ريما الرحباني” عبر حسابها على “فيسبوك”، إن ألبوم “ببالي” أصبح مُتاحا للجميع في المتاجر الإلكترونية بعد غياب دام لـ7 سنوات، وتم طرح 3 أغان منه، في وقت سابق أهدت إحداها إلى روح زوجها الراحل “عاصي الرحباني” في ذكرى وفاته، وهي أغنية “لَمين”.