عطية الفيتوري
نشر صندوق النقد الدولي أن معدل النمو الاقتصادي في ليبيا عن سنة 2018 وصل الى 16.4%، وهذا يعنى أن كمية السلع والخدمات التى انتجها الاقتصاد عام 2018 تزيد عن تلك التى انتجها عام 2017 بمعدل 16.4 %
هذا الكلام غير دقيق، إذ أن السبب الوحيد في ذلك هو النمو في استخراج النفط الخام من باطن الأرض فقط، أما الإنتاج الحقيقي من القطاع الصناعي والزراعي والشييد وغيره من النشاطات الاقتصادية، لم تنمو بل منها الذى انكمش. متوسط إنتاج النفط عام 2017 كان 820 اأف برميل يوميا، عام 2018 تجاوز الانتاج 1.1 مليون برميل يوميا، وبالتالي كل النمو أتى بسبب زيادة انتاج النفط، وهنا يجب التنويه أنه لا أثر للأسعار، أى أن النمو الحقيقي لا يأخذ في الاعتبار التغير فى الأسعار، ونحن نعرف كيف يتم حساب معدلات النمو وهناك حساب إلى عام 2020
طريقة الحساب هى توقعات أو إسقاطات PROJECTIONS يتم تحديثها كلما سنحت لهم الفرصة بإصدار البيانات الفعلية من الهيئة العامة للمعلومات فى ليبيا، فمثلا سنة 2018 لم تنتهى بعد، وهذا يعنى أن بيانات الصندوق هي توقعات، آخر بيانات حقيقية نشرت عن الناتج المحلى الاجمالى الليبي كانت عن سنة 2012! والأسباب في عدم وجود بيانات حقيقية عن الدخل هي كثيرة منها انقسام البلد وعدم القدرة على جمع بيانات عن كل القطاعات في ليبيا، ضعف طريقة جمع البيانات، عدم وجود الجهاز المؤهل… إلخ
إظهار الاقتصاد الليبي بأنه اقتصاد منتعش ويحقق أعلى مستويات النمو في حين في أماكن أخرى يتعرض الصندوق للأزمات التي يمر بها الاقتصاد الليبي وخاصة قطاعات الانتاج الحقيقية؛ الصناعات والزراعة والتشييد، وغياب السيولة الكافية، وغياب الامن اللازم ..الخ، كيف لاقتصاد يعاني من هذه الازمات وفي نفس الوقت يقال عنه “اقتصاد منتعش” ويحقق أعلى مستويات النمو؟! فى نظرى إما أن الذين يكتبون التقارير هم أشخاص لا تنسيق بينهم أو هو نوع من الخداع أو الإيهام، لا أعرف السبب في ذلك.
وعليه يجب ألاّ نأخذ ما ينشره الصندوق أو غيره من المؤسسات على أنه حقيقة نتعامل معها دون نقاش، وإنما علينا مناقشة وتصحيح ما يرد من هذه المؤسسات وبما يؤدى إلى إحداث نمو حقيقي في قطاعات الإنتاج غير النفطي
المصدر: صفحة الكاتب على موقع التواصل الاجتماعي : فيسبوك.