تنازلات “السبيشال وان”
إسماعيل كمال
منذ بداية سطوع نجمه قبل 15 عاما مع بورتو البرتغالي والتتويج معه بذات الأذنين الكبيرتين في حدث كبير، اعتاد المدرب جوزيه مورينهو أن يكون المهيمن والمسيطر في كل سوق التعاقدات والانتقالات السنوية، فانتهاء تجربته مع مانشستر يونايتد كانت السبب الرئيسي في جلوسه بلا عمل لقرابة العام، حيث كان مورينهو ينجز الاتفاق مع النادي الجديد قبل رحيله عن النادي الأول.
“الشبيشال وان” أنهى الجدل حول مستقبله بعد التوقف بعد رحلته في أولد ترافود، وحسم أمره بالجلوس على مقاعد بدلاء توتنهام خلفا للمدرب المقال ماوريتسيو بوكيتينو والذي وضع الفريق اللندني بين مصاف القارة العجوز في السنوات الأخيرة ونقل الفريق إلى مستوى أكثر تنافسية في الدوري الإنجليزي الممتاز في المواسم الأربعة الأخيرة.
الكرة الإنجليزية استهوت مورينهو، أحبها فبادلته نفس المشاعر رغم الهجوم الذي يتلقاه دوما من الجماهير والصحافة البريطانية، حكاية ربما تتواصل في توتنهام ويكون السبيشال ون طوق النجاة للنادي اللندني.
فبعد الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا وخسارته أمام ليفربول فقد المدرب الأرجنتيني في الاحتفاظ بوظيفته وقيادة الفريق هذا الموسم للمنافسة بجدية في البريمرليغ ودوري الأبطال بعد الصعاب التي لازمته في إقناع إدارة السبيرز بضرورة جلب العديد من الصفقات وعدم الاعتماد على جيل الفريق الحالي فقط .
قد تكون هي المرة الأولى التي أذكر أن يقبل فيها مورينهو الإشراف على فريق في منتصف الموسم الكروي، وأن يتنازل عن اختيار الصفقات والدخول في الميركاتو الشتوي الصعب جدا، إذ لم يستطع الداهية البرتغالي المراهنة على بعض الأسماء الجاهزة في العديد من الأندية وإقناعهم للقدوم إلى ملعب “توتنهام ستاديوم” وترك أنديتها في منتصف الموسم من أجل عيونه.
رغبة النادي الأبيض في التطور وتحقيق الألقاب قد تكون كانت أكبر دوافعه ليستقطب أحد أبرز المدربين في العالم في السنوات الأخيرة مهما كانت نتائجه، وتحمل التكلفة العالية والراتب الذي يصل إلى ضعف سلفه هو مادفع إدارة السبيرز للتوقيع معه لثلاثة مواسم تضاف لها بقية هذا الموسم، وهي طموحات مشروعة لكنها قد تواجه الكثير من المصاعب بسبب التخطيط طويل المدى للنادي بعيدا عن الحلول التي قد لاتناسب شخصية وأفكار المدرب البرتغالي.
هل كان مورينهو يبحث عن فرصة ليقبل بهذا الوضع؟ وهل سيتحمل هجوم جمهور الغريم تشيلسي وينقض العهد الذي قطعه على نفسه بالإخلاص للبلوز؟ وهل سيكون قادرا بما لديه من لاعبين المنافسة على دوري أبطال أوروبا؟ أسئلة ستكون رهنا لإجابة جوزيه نفسه وقدرته على إثبات صحة قراراته والتخلص من الأستوديوهات التحليلية التي لم يعتد أجواءها عكس المؤتمرات الصحفية قبل المباريات والجدل المتواصل.
الجميع هنا سيراقب هذه التجربة عن كثب وسيكون مورينهو تحت الأنظار مجددا في معركة العض على الأصابع من كل تعثر في توتنهام، فهل يغير التوقعات السلبية التي تطارده لوضع أساس جديد في ملعب “توتنهام ستاديوم” الأكيد بأن متابعي البريمرليغ سيستمتعون بعودة السبيشال وان من جديد.