تقرير: مخاوف من تكرار السيناريو الليبي والسوري في أوكرانيا

وصف تقرير صادر عن موقع “فورين بوليسي”، العسكرة المسلحة للسكان في أوكرانيا بأنها إعادة مخيفة لما جرى في ليبيا وسوريا، مع اندلاع الثورات في البلدين ضد النظامين الحاكمين فيهما، مقارِناً الدعم المقدّم لأوكرانيا من الغرب بذلك الذي تلقاه الثوار في كلٍ من البلدين، مشيراً إلى أن الغرب يحاول من خلال أوكرانيا أن يتدارك فشله طيلة السنوات العشر الماضية في البلدين.

وأشار التقرير إلى الدعم غير المحدود لأوكرانيا من الغرب، والذي تضمن كل ما احتاجته أوكرانيا من أسلحة متطورة، مثل صواريخ جافلين المضادة للدبابات، وصواريخ ستينغر المضادة للطائرات، بالإضافة إلى السيارات المدرعة وأجهزة الاتصال المتقدمة وكل ما يلزم للتفوق في الحرب الحديثة، مرجحاً أن يكون حجم وسرعة النقل الجوي للأسلحة إلى أوكرانيا هو الأكبر في التاريخ المعاصر.

وبحسب التقرير، تشير النجاحات الروسية مؤخراً إلى أن موسكو تعلمت من إخفاقات الحرب الخاطفة الفاشلة في فبراير، وهو ما يرفع من استعداد حكومة الولايات المتحدة وحلفائها لشحن أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا. غير أن هذا الدعم يترافق بتنظيم صارم وشروط لاستخدام الأسلحة، بسبب قوتها التدميرية، حيث سبق أن تم فتح تحقيق مع فرنسا في عام 2019، بعد أن تم اكتشاف نشرها لصواريخ جافلين بشكل غير مدروس في ليبيا.

تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 20 ألف مقاتل أجنبي توجهوا إلى أوكرانيا، وهو رقم كبير نسبياً عندما نعرف أن الحرب السورية الممتدة منذ أكثر من 10 أعوام اجتذبت ما يقدر بنحو 40 ألف شخص. وكما ظهر في ليبيا وسوريا، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل قانونية وأمنية كبيرة في المستقبل، حيث إن العديد من هؤلاء المقاتلين هم متطرفون يمينيون، وسيكون من الصعب تتبع انتشار هؤلاء المقاتلين بعد انتهاء الحرب في كلٍ من أوروبا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى قدرتهم على اصطحاب الأسلحة الفردية معهم، وهو ما قد يتسبب في أزمة متفاقمة تجعل من الضروري أن تخطط أوروبا جنبًا إلى جنب مع أوكرانيا، لمساعدة إدارة زيلينسكي بشكل يمنع العسكرة الدائمة للحياة الاجتماعية والسياسية، بحيث يتم تجنب تكرار السيناريو الليبي والسوري الذي تسبب فيه وصول السلاح إلى أيدي مجموعات مختلفة التوجهات والأيديولوجيات، وتجنب وصول أفضل الأسلحة الأوروبية والأمريكية لأيدي المتطرفين في المستقبل، ما قد يؤدي إلى موجة جديدة من الإرهاب، أو يساعد في تأسيس دولة عسكرية في قلب أوروبا الشرقية.