تقرير: ليبيا متجر عملاق لتسوّق مافيات التهريب
قال موقع Public eye إن الشبكات الإجرامية الدولية التي لها صلات بأوروبا وسويسرا تحقق أرباحًا كبيرة من خلال تهريب الوقود في ليبيا. وكشف الموقع بالتفصيل عن معاملات تجارية في عامي 2014 و 2015 بين التاجر السويسري Kolmar Group AG وشبكة تهريب يواجه أطرافها الرئيسيون الآن محاكمة في جزيرة صقلية.
ووصف التقرير ليبيا بأنها “سوبر ماركت” عملاق مليء بالسلع غير المشروعة، حيث تتسوق الميليشيات المسلحة المدعومة من جماعات إجرامية عبر الحدود وسياسيين فاسدين.
ويشمل هذا السوق تهريب المهاجرين، وكذلك ممرات أخرى لتهريب الأسلحة أو المركبات أو المواد الغذائية. ويسارع الجميع للحصول على شريحة من الكعكة في واحدة من أكثر القطاعات ازدهارًا: حركة المنتجات البترولية المدعومة، في المقام الأول الوقود المكرر المستورد إلى ليبيا أو من المصافي المحلية.
وتطرق التقرير إلى حالة الفوضى قبل وبعد هجوم الجيش الوطني على طرابلس في أبريل الماضي وأشار إلى أن قمة برلين لم تسفر إلا عن إعلان نوايا. وأن الحرب في ليبيا تسببت حتى الآن في مقتل 11000 ضحية وأكثر من 400000 شخص نزحوا داخلياً.
ويخلص التقرير إلى أن الصراع بين الأشقاء يتلخص بالنهاية في السيطرة على موارد البلاد النفطية. وقال منذ عام 2014، بذل مجلس الأمن الدولي ما في وسعه لمنع البيع غير المشروع للنفط الخام – ومع ذلك استمر تهريب المنتجات البترولية المكررة في الازدهار.
وأشار التقرير إلى أنه ومنذ عام 2011، أنفقت الدولة الليبية مبلغاً هائلاً قدره 23.5 مليار دولار على المنتجات البترولية المستوردة، لتزويد السكان بالوقود بأسعار مدعومة من قبل البنك المركزي، الذي أنفق 30 مليار دولار أمريكي على شكل إعانات مالية بين عامي 2012 و 2017. وكان الوضع بمثابة نعمة للمهربين القادرين على تحقيق هوامش سخية من خلال إعادة بيع المنتجات الرخيصة للغاية في الخارج.
وقال الموقع إنه أنفق أكثر من عام من التحقيقات في سويسرا ومالطا وصقلية، واكتشف أن أحد هؤلاء “المشترين الدوليين” هو في الواقع شركة سويسرية تحت اسم – Kolmar Group AG – وأنها استلمت أكثر من 20 شحنة من الوقود من ليبيا بين ربيع عام 2014 وصيف عام 2015.
وتم التزويد بواسطة شبكة من الأفراد المشكوك فيهم: منهم “فهمي بن خليفة” – المعروف باسم فهمي سليم – الذي تمت إدانته سابقًا بتهريب المخدرات في ليبيا، وشريكيه دارين وغوردون ديبونو، وهما رجلا أعمال مالطيان. وتم تسليم الوقود إلى وحدات التخزين المستأجرة في مالطا من قبل الشركة السويسرية.
في مارس 2016 ، حددت لجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية بليبيا فهمي بن خليفة كرئيس لواحدة من أكثر عصابات تهريب الوقود نشاطًا في ليبيا.
وفي خريف عام 2017، استطاعت جوارديا دي فينانزا – وهي فرع شرطة صقلية التابع لوزارة الاقتصاد والمالية الإيطالية – تفكيك الشبكة بأكملها، وفقا للتقرير.
ووُجهت إلى فهمي بن خليفة ودارين وغوردون ديبونو و7 أفراد آخرين تهم “التآمر الدولي لغسل أموال النفط من أصل غير مشروع والاحتيال”.
وتقول الصحيفة إن محاكمتهم، التي بدأت في خريف عام 2018 ، لا تزال مستمرة في سيراكيوز، صقلية ؛ ومن المقرر الإعلان عن الحكم النهائي هذا العام.
ويواجه المتهمون أحكامًا تصل إلى 20 عامًا في السجن. لكن حتى الآن لم يتم إدخال الشركة السويسرية كولمار إلى القضية، على الرغم من المعلومات التي كشفت عنها الشرطة الصقلية.
وقال الموقع إن التحقيق الإيطالي هو بلا شك من بين أعقد التحريات التي نُفذت في البحر المتوسط في السنوات الأخيرة. ويمكن تحويله بسهولة إلى فيلم جديد من السلسلة الشهيرة لـ”جيمس بوند”.