تقرير: الأتراك والروس يقوضون جهود الأمم المتحدة في ليبيا
خلص تقرير في صحيفة “لوموند” الفرنسية إلى أنّ “عام 2020 في ليبيا ينتهي بخلطٍ سياسي محفوف بتهديدات تركيا الأخيرة، وسط هدنة عسكرية أكثر هشاشة من أي وقت مضى”.
وأكد التقرير أن امتناع الدبلوماسي البلغاري “نيكولاي ملادينوف” عن تسلّم مهامه كرئيس لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يُعدّ ضربة قاسية للأمم المتحدة، وأن هذا يفسح المجال أمام الأتراك والروس لمزيد من التدخل في ليبيا.
وكان ملادينوف، قد اعتذر عن تسلم مهامه كرئيس لبعثة الأمم المتحدة للدعم “لأسباب شخصية وعائلية” بعد أسبوع من موافقة مجلس الأمن رسميا على تعيينه.
ورأى التقرير الاستقالة تمثل “ضربة قاسية” لوساطة الأمم المتحدة منذ استقالة غسان سلامة بسبب الإرهاق في مواجهة التدخل الأجنبي الذي يقوض أي فرصة للتهدئة في ليبيا، كما وصف التقرير انسحاب ملادينوف بأنه غير مفهوم”.
وتؤكد “لوموند” استنادا إلى عدة مصادر غربية، أن الارتباك السياسي والدبلوماسي الذي يسود ليبيا منذ عدة أسابيع، هو نتيجة لصراع بين محورين متنافسين هما: وساطة الأمم المتحدة المدعومة من الغرب من ناحية، وما أسمته بالتحالف التركي الروسي من ناحية أخرى.
وتشير الصحيفة إلى دعم الأتراك والروس لطرفي الحرب الأهلية وتصفه بأنه شكلٌ من أشكال التدخل شبيه بالسيناريو الذي حدث في الحرب الأهلية السورية. وتصف ما توصلت إليه لجنة عسكرية مشتركة في جنيف تعرف باسم ”5 + 5“ بالفشل في تنفيذ مخرجات الاتفاق، كما تم إفشال تعيين سلطة تنفيذية مؤقتة تحل محل الحكم الحالي حسبما اتفق عليه في ”منتدى الحوار السياسي“. وعادت الانقسامات الجديدة لعرقلة أي اتفاق، وبالتالي نجح أنصار الوضع الراهن في هذه المهمة.
كما يصف التقرير الركود الراهن بأنه كان مدفوعا بشكل خاص من قبل أنصار رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، الذي أعلن نيته في ترك منصبه في أكتوبر الماضي لكنه عاد وتمسك بمنصبه، ربما لأن تركيا التي تدعمه لا تريده أن يغادر.
ويقول التقرير: “يبدو أن استقالة ملادينوف لها علاقة بعودة المصالح التركية الروسية المشتركة التي يصفها التقرير بأنها تستهدف عملية الأمم المتحدة في ليبيا، إما لإخراجها عن مسارها، وإما لإعادة إطلاق الأعمال العدائية“.
كما أشار التقرير في النهاية إلى أن تعقّد المسار الحالي في ليبيا يعود كذلك إلى أسباب داخلية، منها صعود فتحي باشاغا وزير الداخلية في حكومة الوفاق ورجل مصراتة القوي، الذي بات يثير قلق الجماعات المسلحة في طرابلس الموالية لفائز السراج.