تقارب بين القاهرة وأنقرة يخنق “إعلام الإخوان” في تركيا.. ومصر تُرحب
طلبت السلطات التركية من ثلاث قنوات تلفزيونية مصرية معارضة مقرها إسطنبول، تخفيف تغطيتها الانتقادية للحكومة المصرية في الوقت الذي تسعى فيه تركيا لإصلاح العلاقات المتوترة مع القاهرة، حسبما قال مسؤولون في إحدى القنوات، يوم الجمعة.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تصريحات تركيا الهادفة إلى تخفيف حدة التوتر مع مصر بعد ثماني سنوات من الخلافات بين البلدين.
وأكد أيمن نور، المعارض المصري ورئيس قناة الشرق التلفزيونية المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، في تصريحات متلفزة، أن المسؤولين الأتراك طالبوا القنوات بتخفيف حدة خطابهم. وقال إنهم لم يتلقوا أوامر بإغلاق أو وقف برامج البث.
وقال محرر في الشرق لوكالة أسوشيتيد برس إن مسؤولين أتراك تقدموا بالطلب خلال اجتماع في اسطنبول يوم الخميس مع مديرين من الشرق وقناتين أخريين. وقال المسؤولون لمديري البث إن بإمكانهم الاستمرار في تقديم برامج عن مصر ولكن ليس ضد الحكومة المصرية، مستشهدين بمفاوضات تركيا مع مصر، بحسب المحرر.
من جهته، رحب وزير الدولة المصري للإعلام، أسامة هيكل، بالخطوة، واصفا إياها في بيان بأنها “مبادرة طيبة من الجانب التركي تهيئ أجواء مواتية لبحث قضايا الخلاف بين البلدين”.
وبدأ الصراع بين أنقرة والقاهرة بعد أن أطاح الجيش المصري بالرئيس السابق محمد مرسي الذي ينتمي للإخوان المسلمين، وكان حليفًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
واعترفت مصر في وقت لاحق بالجماعة على أنها منظمة متطرفة مما تسبب في فرار العديد من أعضاء الإخوان وأنصارهم إلى تركيا بعد حظر أنشطتهم في البلاد.
وتدهورت علاقات أنقرة مع مصر بعد انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا للجمهورية في عام 2013.
في الآونة الأخيرة، أشار كبار المسؤولين الأتراك إلى تحسن العلاقات مع مصر، في تحول عن نهجهم النقدي الحاد السابق تجاه حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
لكن المسؤولين المصريين قالوا إن تركيا بحاجة إلى اتخاذ خطوات جوهرية نحو محادثات “حقيقية” لإصلاح العلاقات. وقالوا إن الخطوات تشمل رحيل مئات القوات التركية وآلاف المرتزقة السوريين الذين جلبتهم تركيا إلى ليبيا، فضلا عن تسليم إسلاميين مطلوبين لدى مصر بتهم تتعلق بالإرهاب.
وغضبت القاهرة، وكذلك اليونان وبعض الدول الأوروبية الأخرى، من الاتفاق البحري التركي مع حكومة الوفاق في عام 2019، وهو اتفاق يهدف إلى تعزيز الحقوق البحرية التركية ونفوذها في شرق البحر المتوسط.
وردت مصر واليونان بتوقيع اتفاق منفصل لترسيم حدودهما البحرية، وهو اتفاق رفضته أنقرة.