تفاصيل الاثنين في طرابلس.. “اقطيط و 25 سبتمبر”
من مطار معيتيقة الدولي إلى منطقة تاجوراء ، ومن ثم إلى ميدان الشهداء، في العاصمة طرابلس، هكذا بدأت تفاصيل الحراك 25 سبتمبر، الذي دعا إليه “عبدالباسط اقطيط”، أهالي العاصمة بالخروج إلى الميادين والساحات للتعبير عما يمرّون به من أزمات ويُطالبون بالتغيير الصحيح الذي يُنتج دولة تحترم المواطن وحقوقه.
وكانت الصور الأولى التي تابعتها ونشرتها 218 مند ساعات الصباح يوم أمس مرورا بهذا اليوم الاثنين 25 سبتمبر، تكشف جوانب من هذه المظاهرة، فأولى الصور التي كان فيها “اقطيط” قد جمعت معه بعض القيادات والأفراد التابعين للتيار الإسلامي، و صاحبتها بعد ذلك صور أخرى لوسائل إعلامية غير عربية، كانت تعمل على تغطية الحدث، المثير للجدل. والذي كان فيه “اقطيط” نجم الحدث.
مع قُرابة الساعة الرابعة مساءً، خرج العشرات من شباب العاصمة إلى ميدان الشهداء في طرابلس، هاتفين بشعارات عدّة منها ” باي باي مع السلامة لا سرّاج ولا كرامة” وأخرى كان أغلب الليبيين يهتفون بها لمعمر القذافي في الـ2011، “يا سرّاج موت موت الشعب الليبي كله خوت”.
ولم تمض ساعة على “حراك اقطيط” حتى خرجت مظاهرة أخرى ضده، بذات الميدان، حاملة شعارات منها : ” طرابلس مدينة السلام.. اقطيط إرحل”، ما جعل البعض في ميدان الشهداء يتوجّس مما قد يحدث جرّاء هذه المعارضة التي لم تكن متوقعة.
وقُدّر عدد الذين خرجوا مع “اقطيط” بالمئات، ولكن “نجم الحدث” لم يمكث كثيرا مع مؤيديه في ميدان الشهداء، بعد أن حدث تلاسن بين المتظاهرين وبين قوات الأمن المركزي، بسببه. وبعد ساعتين من بداية المظاهرة، تراجعت أعداد الوافدين إليها، وعادت قوات الأمن المركزي إلى مواقعها بميدان الشهداء.
وقالت مصادر من العاصمة طرابلس لـ218: إن المظاهرة لم تكن عفوية وتلقائية كما دعا لها باسط اقطيط، في مقاطع فيديو نشرها قبل المظاهرة بأسابيع، بل إنه تم الترتيب لها من داخل طرابلس، ومن خارجها.
وأضافت المصادر، أن سيارات مصفّحة كانت مجهّزة لموكب “باسط اقطيط” فور وصوله إلى طرابلس، لنقله إلى ميدان الشهداء، وإنه كان من المفترض أن يُلقي فيها “اقطيط” كلمة لمن خرج معه، ولكن أسبابا منعت هذه الكلمة، ما جعل مرافقيه ينصحوه بأن يخرج من ميدان الشهداء في وقت مبكّر قبل أن يفقدوا سيطرتهم على الميدان، أو أن تحدث حالات شغب.
وليس بعيدا عن مجريات الحدث الأكثر انتظارا لهذا الشهر، أعلنت صفحات على مواقع الفيسبوك، تُعرف انتماءاتها لما يُعرف بـ”شورى بنغازي ودرنة”، ولجماعات أخرى لا تعترف بشرعية الدولة ولا علمها أو نشيدها، تأييدها لـ”باسط اقطيط” وكانت أبرز هذه الصفحات صفحة “الشهيد نبيل ساطي” ذات الانتماء المتطرف والداعم للجماعات الإرهابية.
وكان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج قد وصل اليوم مصادفة، إلى العاصمة طرابلس، مع توقيت موعد المظاهرة، وخرج بعدها إلى ميدان الشهداء في ساعة متأخرة بعد المظاهرة، والتقى بعضا من أهالي العاصمة.