تعمّق إدارة ترامب في الملف الليبي.. ما هي الدلالات؟
تقرير 218
دور “نشط” لكن مُحايد.. هذه هي الإشارة التي استفتحت بها واشنطن انخراطها غير المسبوق في الملف الليبي بعد أشهر وسنوات من الاكتفاء ببيانات الإدانة المُكررة والتهاني في الأعياد.
آخر دلالات هذا الانخراط كانت الطلب الذي تلقاه السراج من السفير الأميركي للحصول على إحاطة حول الجهود الرامية للتوصل إلى صيغة نهائية لحلّ ليبي من شأنه تعزيز وقف دائم لإطلاق النار، وزيادة الشفافية في المؤسسات الاقتصادية، ودفع العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة.
لن يخفى على أبسط متابع للشأن الليبي أن إدارة ترامب صعّدت خلال أسبوع واحد موقفها من “قضايا ليبيا الساخنة” في مقدمتها إغلاق النفط، معلنة في بيان لها معارضة البيت الأبيض بشدة التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا وحقولها النفطية، مشيرة إلى متابعة شخصية من الرئيس دونالد ترامب للملف الليبي بالتواصل مع عدة قادة حول العالم.
ولم يمر يوم واحد على البيان، حتى تحرّك وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو وفتح خط تواصل مع نظيره المصري سامح شكري تصب محادثاته في اتجاه وقف دائم وفوري لإطلاق النار في ليبيا للحفاظ على استقرار المنطقة بأكملها.
العقوبات المالية التي فرضتها الخزانة الأميركية على شبكة تهريب ليبية في مالطا كانت الإشارة الأقوى لتعمّق واشنطن في الصراع الليبي.. ولم تكتف بذلك فحسب، بل أطلقت تهديداً مباشراً بأنها ستواصل اتخاذ إجراءات ملموسة ضد أولئك الذين يقوضون السلام والأمن والاستقرار في ليبيا.